ومن جلائل نعم الله على عباده أنه لم يجعل الرسالة في بيت إلا جعل ذرية ذلك النبي قوام حجته، وأعلام بريته، {سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا} [الأحزاب:62]، قال تبارك وتعالى في آل إبراهيم: {رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد} [هود:73]، وقال جل جلاله: {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} [الأحزاب:6]، وقال سبحانه وتعالى: {والذين ءامنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء} [الطور:21]، وقال تعالى: {الله أعلم حيث يجعل رسالته} [الأنعام:124]، وكم أتى الله في كتابه المعظم، وعلى لسان رسوله المكرم، في اختياره لأهل بيت النبوة من قرابة خاتم الأنبياء، وسيد الأوصياء، مهابط الحكمة، ومساقط الرحمة، جعلنا الله ممن استضاء بهدي أنوارهم، وارتوى من معين سلسالهم، ونسأل الله أن يكون ذلك من الأعمال المقربة إلى رضاه وتقواه، وأن ينفع به، ويجعل أعمالنا خالصة لوجهه.
حصنتها بالله من متجاهل .... يصف ابتهاج ضيائها بمحاق
وكشفت غرتها لتشفي عالما .... قلبا بقلب ثغرها البراق
وهذا أوان الإبتداء والله المستعان، وعليه التكلان.
Página 22