Tuhaf
التحف شرح الزلف
Géneros
إلى قوله: وسن لكم السنن، وشرع لكم الشرائع، خافضا في ذلك جناحه، يشاوركم في أمره، ويواسيكم بنفسه، ولم يبغ منكم على ما جاء به أجرا إلا أن تودوه في قرباه، وما فعل صلى الله عليه وآله وسلم ذلك حتى أنزل الله فيه قرآنا، فقال تبارك وتعالى: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} [الشورى:23].
فلما بلغ رسالة ربه، وأنجز له ما وعده من طاعة العباد، والتمكن في البلاد، دعي صلى الله عليه وآله وسلم فأجاب، فصار إلى جوار ربه وكرامته، وقدم على البهجة والسرور، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فوعده الشفاعة عنده، والمقام المحمود لديه، فخلف بين أظهركم ذريته، فأخرتموهم وقدمتم غيرهم، ووليتم أموركم سواهم، ثم لم نلبث قليلا حتى جعل مال ولده حوزا، وظلمت ابنته فدفنت ليلا، وقتل فيكم وصيه وأخوه وابن عمه وزوج ابنته.
ثم خذل وجرح وسم سبطه الأكبر أبو محمد، ثم قتل سبطه الأصغر أبو عبدالله مع ثمانية عشر من أهل بيته الأدنين في مقام واحد، ثم على أثر ذلك نبش وأحرق بالنار ولد ولده، ثم هم بعد ذلك يقتلون ويطردون ويشردون في البلاد إلى هذه الغاية، قتل كبارهم، وأيتم صغارهم، وأرملت نساءهم، سبحان الله ما لقي عدو من عدوه ما لقي أهل بيت نبيكم منكم من القتل والخوف والصلب، وليس فيكم من يغضب لهم إلا هزؤا بالقول، وإن زعمتم وقمتم معهم كي تنصروهم لم تلبثوا إلا يسيرا حتى تخذلوهم وتفرقوا عنهم.
إلى قوله: تفخرون على العجم، وتصولون على سائر الأمم، وقد عاقدتموه وعاهدتموه أن تمنعوه وذريته مما تمنعون منه أنفسكم وذراريكم فسوءة لكم ثم سوءة بأي وجه تلقونه غدا، وبأي عذر تعتذرون إليه.
Página 130