نصيبه من قوة الجرأة والشجاعة، وإعلان كلمة الحق التي لا تخشى في الله لومة لائم» (١).
إن المختصين بالعلم ليس كالجاهل، فأول ما ينبغي أن يتحلى به الداعية: الإخلاص؛ ثم الثقة في وعد الله ﷿ إذا جاءه من طريق قطعي لا يتطرق إلا ثبوته شك فلا يحل له أن يتوقف - مثل القرآن - بل عليه أن يثق أن الله ناصره مهما خذله الناس، ومهما كان وحيدًا فريدًا، فإذا قرأ في القرآن: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (٢). فليعلم أنه غالب ما استقام على أمر الله ﷿.
قال القاسمي ﵀: «وقوله تعالى: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي﴾ أي: حزب الشيطان المحادين ﴿إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ أي: قوي على إهلاك من حاده ورسله، عزيز فلا يغلب في قضاءه» (٣).
وقال الشيخ السعدي ﵀: «هذا وعد ووعيد، وعيد لمن حاد الله ورسوله بالكفر والمعاصي، أنه مخذول مذلول، لا عاقبة له حميدة، ولا راية له منصورة.
ووعد لمن آمن به، وبرسله، واتبع ما جاء به المرسلون، فصار من حزب الله المفلحين، أن لهم الفتح والنصر والغلبة في الدنيا والآخرة، وهذا وعد لا يخلف ولا يغير، فإنه من الصادق القوي العزيز الذي لا يعجزه شيء يريده» (٤).