الفصل الأول: منهج أهل السنة والجماعة في تفسير القرآن الكريم:
التعريف بهم:
أما السنة فهي الطريقة، وتطلق شرعا على عدة معانٍ؛ فعند المحدثين هي ما جاء عن النبي ﷺ من أقواله وأفعاله وتقريره وما همَّ بفعله١، وأما في عرف أهل الفقه والأصول فإنهم يطلقونها على المندوب، وهو ما يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه.
وليس هذا ولا ذاك هو المقصود في مباحث العقائد؛ إذ هي عندهم عبارة عما سلم من الشبهات في الاعتقادات، خاصة في مسائل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وكذلك
مسائل القدر وفضائل الصحابة وصنفوا في هذا العلم تصانيف وسموها كتب السنة، وإنما خصوا هذا العلم باسم السنة؛ لأن خطره عظيم والمخالف فيه على شفا هلكة٢.
ولا ريب في أن أهل النقل والأثر المتبعين آثار رسول الله ﷺ وآثار أصحابه هم أهل السنة -كما يقول ابن الجوزي وغيره- لأنهم على تلك الطريق التي لم يحدث فيها حادث، وإنما وقعت الحوادث والبدع بعد رسول الله ﷺ وأصحابه٣.