Translation by Sheikh Abdul Rahman Al-Afriki
ترجمة الشيخ عبد الرحمن الأفريقي
Editorial
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Número de edición
السنة الحادي عشرة-العدد الأول
Año de publicación
غرة رمضان١٣٩٨هـ
Géneros
ولفضيلته ﵀ مجموعة من الفتاوى لم تطبع ومسودات لبعض المذكرات في الحديث والمصطلح ألقاها على طلابه في المعهد العلمي وفي كلية الشريعة بالرياض.
وفاته:
توفي رحمه الله تعالى في ليلة الثلاثاء الموافق ٢٨/٣/١٣٧٧هـ بعد أن انتابته أمراض كثيرة لم تكن سببًا لتوقفه عن الدعوة والجهاد في سبيل الله، بعد خدمة جليلة للسنة شهد له بها القاصي والداني.
وخلف أربعة أبناء، وأربع بنات، لم يكن ﵀ حريصًا على ترك دنيا لهم حرصه على إحياء دار الحديث بالمدينة المنورة، وجعلها شغله الشاغل والتي كان ينوي جعلها كلية للحديث النبوي الشريف في مدينة رسول الله ﷺ، لكن أدركه الأجل قبل أن تتحقق أمنيته.
وقد حقق الله تعالى إنشاء كلية الحديث في هذه المدينة الطيبة تابعة للجامعة الإسلامية في عام ١٣٩٦هـ نفع الله بها وبقية كليات الجامعة والمعاهد الإسلامية جمعاء، وجعلها معاقل خير لخدمة الإسلام والمسلمين فرحمه الله رحمة واسعة، وأغدق عليه رضوانه، وجعلنا وإياه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وبعد:.. فإن الله تعالى يقول: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ (آل عمران: ١٨٥) الآية، ويقول: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾ (آل عمران: ١٤٤) .
ورسول الله ﷺ يقول: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه"، فقالت عائشة ﵂: "إنا نكره الموت"، فقال: "ليس ذلك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشّر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضره الموت بشّر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أمره إليه مما أمامه وكره لقاء الله، وكره الله لقاءه". متفق عليه.
وروى البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وأحمد عن عبد الله بن عمرو ﵄ قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالمًا اتخذ الناس رؤساء جهالًا فأفتوا الناس بغير علم فضلوا وأضلوا".
هذا وليحسن العلماء، وليخلص الطلاب، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه: عمر محمد فلاته
1 / 182