Ese olor y otras historias

Sunallah Ibrahim d. 1450 AH
47

Ese olor y otras historias

تلك الرائحة: وقصص أخرى

Géneros

ورفع محمد كرشة والأستاذ البورسعيدي ومهندس أبي ظبي كاميراتهم الصغيرة، وأقبلوا يلتقطون الصور في حماس.

مدت زوجة الأستاذ البورسعيدي المحجبة يدها فجذبت الكاميرا بعنف من يد زوجها وهي تهتف : «احمد ربك على النعمة اللي عندك.»

عقب المرشد ضاحكا: «إن كل شيء في بلادنا في الهواء الطلق كما لاحظتم.»

واصل الأتوبيس سيره على طريق الكورنيش، وكانت هناك أجزاء صخرية تخلو من المصطافين، وأوشك رصيف الكورنيش أن يخلو من المارة. أما الجانب الآخر من الطريق فقد خلا من أي حوانيت أو مقاه. كان يتألف في أغلبه من منازل قديمة مسورة بجدران بيضاء، أو مطاعم متباعدة ترتفع عن مستوى الطريق بعدة درجات.

كانت جدران المنازل نظيفة لا تحمل أية كتابة أو إعلانات. وفوق أحدها طبع شعار المنجل والمطرقة المتعانقين بحجم صغير، وبصورة أنيقة.

أشار المرشد إلى شجرة أطلت من حديقة أحد المنازل وقال في انفعال: «هذه شجرة يهوذا، والزهرة القرمزية التي ترونها يندر أن يراها أحد في هذا الوقت من العام؛ فهي تظهر في الربيع قبل الأوراق. وتقول الأسطورة إن هذه الزهرة كانت في الماضي البعيد شاحبة اللون، لكن إحساسها بالعار من جريمة يهوذا جعلها تكتسب هذه الحمرة القانية.»

أضاف المرشد بعد قليل: «لقد أوشكت جولتنا على الانتهاء، وستعودون إلى فندقكم بعد لحظات. وأظن أنكم تحتاجون إلى فكرة سريعة عن الأطباق الشهية .. أبرز هذه الأطباق «الضلمة»، وهي عبارة عن ورق عنب محشو باللحم المفروم المخلوط بالأرز والمتبل بالنبيذ والبصل والخضرة. وهناك «الكفتة»، وهي كرات من اللحم المفروم المعجون بالبصل المبشور والقرفة والنعناع والنبيذ.

ثم «المسكعة» وهي من أفضل الأكلات الشعبية هنا. وتتألف من شرائح الباذنجان واللحم المفروم، تتخللها طبقات من صلصة الباشاميل والجبن المبشور. أما عشاق الأكلات البحرية فأمامهم سمك البربوني المقلي والاستاكوزا التي تقدم بالزيت والليمون، والأخطبوط الذي يقطع إلى شرائح ويقلى أو يسلق، ثم الكالاماري والجمبري والسرطان.»

اعترضتنا إشارة المرور الحمراء، وانتظر السائق في صبر وهدوء، رغم أن الطريق الاعتراضي كان خاليا ولم تمر به سيارة واحدة، ولم نمض كثيرا بعد ذلك؛ فسرعان ما بلغنا الفندق، وأسرع الجميع بمغادرة السيارة وحملت الصحيفة في يدي وتبعتهم مع زوجتي.

عبرنا ممرا مسقوفا بين صفين من النباتات الشائكة. ومن خصاص هذه النباتات بدا لي جانب من حوض السباحة التابع للفندق، وقد استلقت حوله عدة فتيات أوروبيات، عرضن أجسادهن العارية للشمس، وفوق عارضة الحوض استعدت شقراء فارعة، عارية الصدر، للقفز ، وقد ثنت ساقيها القويتين، وبرز ثدياها الممتلئان إلى الأمام.

Página desconocida