Ese olor y otras historias
تلك الرائحة: وقصص أخرى
Géneros
سجن المحاريق
بالواحات الخارجة
1963م
أبيض وأزرق
رفع المرشد اليوناني الميكرفون الصغير إلى فمه وقال بالإنجليزية في صوت هادئ: «مرحبا بكم في جزيرتنا.»
كان يرتدي ملابس رياضية بادية الجدة؛ كاب وقميص قصير الأكمام وشورت وجورب في حذاء من المطاط، وكانت جل ملابسه بيضاء اللون.
قال: «أنتم جميعا مصريون وتتكلمون اللغة العربية، تماما؟ للأسف أنا لا أعرف العربية، وسأضطر إلى مخاطبتكم بالإنجليزية، أنتم تعرفون الإنجليزية، أليس كذلك؟»
تصاعدت صيحات الموافقة من جنبات الأتوبيس السياحي ، ومضى المرشد قائلا وهو يشير إلى السائق: «السائق اسمه ميخالي، مثلي تماما، وهو كما ترون غاضب بسبب اضطرارنا للانتظار حتى يكتمل عددكم. باقي اثنان الآن، وقد فهمت أنهما عروسان؛ ولهذا يجب أن نتسامح معهما، ها هما.»
ظهر الزوجان الشابان في مدخل السيارة، وشقا طريقهما في الفرجة الضيقة التي تفصل بين صفي المقاعد، ثم جلسا على المقعد المقابل لذلك الذي شغلته أنا وزوجتي.
كانت الفتاة سمراء ضئيلة الحجم، قصت شعرها كالصبية، وارتدت بدلة صيفية من قماش قطني أصفر اللون، وحذاء ذا كعب مرتفع من نفس اللون، وامتلأت أصابع يديها بالخواتم الذهبية، كما تدلى الذهب من أذنيها وأحاط بكل من عنقها ومعصميها. وكان عريسها في نفس حجمها وسنها، تتدلى من سوار حول معصمه كاميرا صغيرة الحجم. رأتنا نتطلع إليها فخاطبت زوجتي شاكية من غباء موظفي الفندق وجهلهم باللغة الإنجليزية؛ إذ لم يفهموا إلا بصعوبة أنها تريد الحلي التي أودعتها خزانة الفندق بالأمس.
Página desconocida