Ese olor y otras historias
تلك الرائحة: وقصص أخرى
Géneros
نهضت جدتي فجأة ومضت إلى رجل بعمة فتحدثت معه قليلا. والتفت إلى اليسار فرأيت أبي يتكلم مع بعض الناس. واختلست نظرة إلى أمي فوجدتها كما هي تتطلع أمامها بغير اكتراث.
وذهبت جدتي إلى أقصى القاعة وتحدثت قليلا مع القاضي.
ولاحظت أن أبي يشير إلي من بعيد، فقمت واقفا، ولم أدر ماذا أقول لأمي، ولم تنظر هي ناحيتي، فمشيت دون أن أقول لها شيئا. وقال لي أبي: «هيه .. قالت لك إيه؟» - «ما فيش، قالت لي إزيك.»
اتجه أبي إلى الباب وأنا معه، وسرنا في الشارع، وكان ضيقا وعلى جانبيه دكاكين قديمة، وكان أبي يدخن. ولمحت دكانا به بعض الكتب، وجذبت أبي من يده وقلت له وأنا أستعد لخوض معركة: «بابا .. تعالى نسأل على روايات».
لم يعارض أبي، وصحبني إلى الدكان وسأل صاحبه: «عندك روايات يا عم؟» قدم لنا الرجل خمس روايات وجدت أني قرأتها جميعا عدا واحدة. وكدت أقفز من الفرح، أرسين لوبين في قاع البحر. وكانت الرواية جديدة ذات غلاف ملون ناعم يلمع. أخذت الرواية ودفع أبي ثمنها وخرجنا إلى الشارع الرئيسي.
وكنت أتمنى الآن أن نعود بأقصى سرعة.
ركبنا الترام، ووضعت الرواية على ساقي مخفيا غلافها الأمامي، وجعلت أتأمل الغلاف الخلفي. كان أبيض مصقولا، ويحمل إعلانا عن الرواية التالية. وطوح الهواء بالغلاف فظهرت الصفحة الأخيرة وفي نهايتها كلمة لذيذة كبيرة: «تمت». وقاومت حتى لا أقرأ آخر سطور الرواية، فأدرتها إلى وجهها الأمامي. طالعني مسدس كبير وخلفه وجه رجل يرتدي قبعة، لا بد أنه أرسين لوبين شخصيا. كان الاسم الساحر مكتوبا بحروف صغيرة أسفل العنوان، وقرأته وأنا أكاد أطير من السعادة.
سجن المحاريق
بالواحات الخارجة
1963م
Página desconocida