1 - موضوعا للهزل مقبولا لا ينفد؛ أما المحدث فقد صمت حقا ولم يتكلم إلا حينما شرع كنراد يتحدث عن النبات الذي تصنع منه المكانس، فقال (أي المحدث): «هذا العشب هو رمز الذلة والخضوع، وخير للذين يلبسونه أن يذكروا ذلك.»
وكان هذا الإيحاء إلى شارة بلانتاجنت البراقة جليا واضحا، فقال جوناس شوانكر المهرج: «إن أولئك الذين تواضعوا قد رفعهم الانتقام إلى مراتب المجد.»
فأجاب مركيز منتسرا: «الشرف لمن يستحق الشرف، لقد اشتركنا جميعا في هذه الحملة وهذي المواقع، وإني أرى أن الأمراء الآخرين ينبغي أن يساهموا قليلا في الصيت الذي يحتكره رتشارد ملك إنجلترا بين جماعة المنشدين والمغنين الجرمان؛ أليس من بين هذه الجماعة المرحة هنا من يعرف أنشودة واحدة في مدح أرشدوق النمسا الملكي مضيفنا الكريم؟»
فاستبق ثلاثة من المنشدين وخطوا إلى الأمام يرفعون الصوت بالغناء ويضربون على القيثار، وقد وجد «المحدث» مشقة في إسكات اثنين منهم، وكان المحدث يتصرف كأنه سيد القصف، وأخيرا ظفر الشاعر الذي أوثر على صاحبيه باستماع الحاضرين ، وأخذ يغني بالألمانية أبياتا من الشعر، ترجمتها:
أي زعيم مقحام يتقدم الجيوش،
حيث تتجمع فيالق الصليب الأحمر؟
إنما هو خير فارس على خير الخيول،
وأعلى الرءوس ذو الريشة الحسناء.
وهنا جلجل المحدث بعصاه، واعترض الشاعر، وألمع للحافلين إلى ما قد يفوتهم إدراكه من هذا الوصف، وذلك أن القائد الذي أشير إليه إنما هو مضيفهم الملكي، ثم طافت بين الحاضرين كأس مترعة، وصاح الجميع: «ليحي الدوق ليوبولد» ثم تلا الشاعر أبياتا أخرى:
لا تسألوا النمسا لماذا
Página desconocida