192

Las Coronas en los Reyes de Himyar

التيجان في ملوك حمير

Editor

مركز الدراسات والأبحاث اليمنية

Editorial

مركز الدراسات والأبحاث اليمنية

Edición

الأولى

Año de publicación

1347 AH

Ubicación del editor

صنعاء

مي حين ناول رقية الماء فاشتعل قلبها غيرة فسقطت مغشيًا عليها وجعلت ترعد ولا تدري ما هي فيه، ونظر إليها الحجيج فقيل لهم: عرضت وإن ميا أدركت نفسها فقامت فلم تستطع الطواف
وولت إلى منزلها، وكان منزل أبيها مهليل في سفح جبل مكة، فأتت أباها فقال لها: ما الحجيج يا بنية افترق؟ فقالت له: لم يفترق الحجيج يا أبت ولكن الكوت لا يكتم إليك شكواي واستعانتي لأنك عمادي ورجائي، قال: فما لك يا بنية؟ قالت له: انصدع قلبي صدعًا لن يلتئم بعدها صدعه، قالت: يا أبت إن مضاضًا ابن عمي دعا قلبي فأجابه، فلما أجابه قذف الهوى خلف النوى قالت له: رأيته يلاحظ رقية بنت البهلول وسقاها ماء ففارق روحي جسمي أسرع من طرفة عين، ثم تداركت أمري ورأيت إنه بدل حسبًا بحسب وخطرًا بخطر ولم يبلغ والله خطر البهلول مهليل بن عامر ولا رقية بنت البهلول ميا بنت مهليل بن عامر، قال لها أبوها: صدقت لا ورب الكعبة ما يكون ذلك، قالت له: يا أبت لن والله أقيم بموضع يكون فيه مضاض بن عمرو أبدًا وإني راحلة إلى أخوالي جسر بن قين بن حمير من بلى (وبلى نسل من قضاعة بن مالك بن حمير وكانوا نزلوا بامج ذات الضال)، فقال لها: لك ذلك يا بنية، وأنشأت تقول:
مضاض غدرت الحب والحب صادق ... وللحب سلطان يعز اقتداره
غدرت ولم أغدر وللعهد موثق ... وليس فتى من لا يقر قراره
إذا جاءني ليل تململت بالذي ... دعا كبدي حتى تمسكن ضاره
أبيت أقاسي النجم والليل دامس ... وللنجم قطب لا يدور مداره
إذا غاب لم أشهد وكان محله ... محلي وداري حيثما كان داره
إذا هاج ما عندي لأول غيرة ... علاه اشتعال ما يطاق استعاره
وإن قبيس بن سراج آتاها وأنشأ يبث لها أخبارًا ليفرق بينها وبين مضاض

1 / 200