Tibyán
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي
Géneros
لا يرجعون عن ضلالتهم صم رفع على انه خبرابتداء محذوف وتقديره هؤلاء الذين ذكرناهم في القصة: صم بكم عمي والاصم هو الذي ولد كذلك وكذلك الابكم هو الذي ولد أخرس.
ويقال الابكم: المسلوب الفؤاد ويجوز أن يجمع أصم: صمان: مثل اسود وسودان واصل الصم: السد فمنه الصم: سد الاذن بما لا يقع معه سمع وقناة صماء: كبيرة الجوف صلبة لسد جوفها بامتلائها وفلان أصم لسد خروق مسامعه عن ادراك الصوت وحجر أصم أي صلب وفتنة.
صماء: أي شديدة والتصميم: المضي في الامر والصمام: مايشد به رأس القارورة لسده رأسها والفعل: أصمها والصميم: العظم الذي هو قوام العضو لسد الخلل به وأصل اليكم: الخرس وقيل هو الذي يولد أخرس وبكم عن الكلام: اذا امتنع منه جهلا أو تعمدا كالخرس والابكم: الذي لا يفصح لانه كالخرس واصل العمى: ذهاب الادراك بالعين والعمى في القلب كالعمى في العين بآفة تمنع من الفهم واعماه: إذا اوجد في عينيه عمى وعمى الكتاب تعمية وتعامى عن الامر تعاميا وتعمى الامر: تطمس كأن به عمى وما اعماه: من عمى القلب ولا يقال ذلك من الجارحة والعماية: الغواية والعماء: السحاب الكثيف المطبق.
والرجوع: مصدر رجع يرجع رجوعا ورجعه رجعا والارتجاع: اجتلاب الرجوع والاسترجاع: طلب الرجوع وتراجع: تحامل وترجع: تعمد للرجوع ورجع: كثر في الرجوع ورجع الجواب: رده والمرجوعة: جواب الرسالة والرجع: المطر ومنه قوله: (والسماء ذات الرجع)(1) الرجع: نبت الربيع والرجوع عن الشئ بخلاف الرجوع اليه والمعنى: إنهم صم عن الحق لا يعرفونه لانهم كانوا يسمعون بآذانهم وبكم عن الحق لاينطقون مع ان ألسنتهم صحيحة عمي لا يعرفون الحق واعينهم صحيحة كما قال: (وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون) (فهم لايرجعون) ويحتمل امرين:
---
(1) سورة الطارق آية 11.
Página 88