Tibyán
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي
Géneros
تفسير التبيان ج1
ألا يا شعيب قد نطقت مقالة
سببت بها عمروا وأوحى بني عمرو
ملوك بي حطي وهواز منهم
وسعفص أهل للمكارم والفخر
هم صبحوا أهل الحجاز بغارة
لميل شعاع الشمس أو مطلع الفجر
وروي عن ابن عباس ان لابي جاد حديثا عجيبا ابي: آدم جد في اكل الشجرة " وهواز: فزل آدم فهوى من السماء إلى الارض واما حطي فحطت عنه خطيئته واما كلمن فأكل من الشجرة ومن عليه بالتوبة وسعفص: وعصى آدم فاخرج من النعيم إلى الكبد(1) وقرشيات: اقر بالذنب فسلم من العقوبة وهذا خبر ضعيف يتضمن وصف آدم وهو نبي بما لا يليق به.
وقال قوم: انها حروف من أسماء الله وروي ذلك عن معاوية بن قرة
عن النبي صلى الله عليه وآله.
" ذلك الكتاب "
هذه لفظة يشاربها إلى ما قرب وذلك إلى ما بعد وذاك إلى ما بينهما ويحتمل أن يكون معنى ذلك ههنا هذا على قول عكرمة وجماعة من أهل العربية كالاخفش وأبي عبيدة وغيرهما قال:
أقول له والرمح يأطر(2) متنه
تأمل خفافا انني أنا ذلكا
أي انني انا هذا.
وقال تعالى ذلك عالم الغيب والشهادة وهو موجود في الحال وانما جاز أن يستعمل هذا وهي اشارة إلى حاضر بمعنى ذلك وهي اشارة إلى غايب لانه كالحاضر عند الغايب ألا ترى ان الرجل يحدث حديثا فيقول السامع هذا كما قلت وربما قال ان ذلك كما قلت وانما جاز ذلك لقرب جوابه من كلام المخبر وكذلك لما قال تعالى (آلم) وذكرنا معنى ذلك قال لنبيه: يا محمد هذا الذي ذكرته وبينته ذلك الكتاب فلذلك حسن وضع ذلك في مكان هذا إلا أنه اشارة إلى ما مضى.
وقال قوم: ان معناه ذلك الكتاب الذي وعدوا به على لسان موسى وعيسى كما قال الذين اتيناهم الكتاب
---
(1) الكبد: الشدة.
(2) في الطبعة الايرانية (ناظر) والصحيح ما ذكرناه كما في الاغاني تفسير التبيان ج1
Página 50