301

Tibyán

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي

Regiones
Irak
Imperios
Selyúcidas

تفسير التبيان ج1

وروي اكثر من ذلك.

ولو كان الامر على ما قاله المخالف لوجب ان لا يعتبروا فيما ببتاعونه إلا الصفات الاخيرة دون ما تقدمها، وتلغي الصفات المتقدمة اجماعهم على ان الصفات كلها معتبرة. دليل على ان الله تعالى أخر البيان.

فان قيل لم عنفوا على تأخيرهم امتثال الامر الاول مع ان المراد بالامر الاول تأخر؟ ولم قال فذبحوها وما كادوا يفعلون؟ قلنا ما عنفوا بتأخير امتثال الامر الاول: وليس في الظاهر ما يدل عليه بل كان البيان يأتي شيئا بعد شئ كما طلبوه من غير تعنيف فلا قول يدل على انهم بذلك عصاة.

فاما قوله: في اخر القصة: " فذبحوها وما كادوا يفعلون ".

فانما يدل على انهم كادوا يفرطون في اخر القصة، وعند تكامل البيان. ولايدل على انهم فرطوا في اول القصة.

ويقوي ذلك قوله تعالى بعد جمع الاوصاف: " الان جئت بالحق " اي جئت به على جهة التفصيل. وان كان جاءهم بالحق مجملا.

وهذا واضح بحمد الله، وقد استوفينا الكلام في هذه الآية

وغيرها في العدة في اصول الفقه مالا مزيد عليه.

قوله تعالى: واذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون(72)

آية

تقدير الآية: واذكروا إذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها.

وهو عطف على قوله: " واذكروا نعمتي التي انعمت عليكم ".

وهو متقدم على قوله: " واذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة " لانهم انما امروا بذبح البقرة بعد تدارئهم في امر المقتول.

ومعنى ادارأتم: اختلفتم واصله تدارأتم. فادغمت التاء في الدال بعد ان سكنت، وجعلوا قبلها ألفا لتمكن النطق بها.

قال ابوعبيدة: اداراتم: بمعنى اختلفتم فيها. من التدارؤ، ومن الدرء وقيل الدراء: العوج: اي اعوججتم عن الاستقامة، تفسير التبيان ج1

Página 300