134

Tibyán

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي

Géneros

Exégesis

تفسير التبيان ج1

نعمك وقال قتادة: هو التسبيح المعروف وقال المفضل: هو رفع الصوت بذكر الله قال جرير:

قبح الاله وجوه تغلب كلما

سبح الحجيج وهللوا إهلالا

واصل التقديس: التطهير ومنه قوله: الارض المقدسة أي المطهرة

قال الشاعر:

فادركنه يأخذن بالساق والنسا

كما شبرق الولدان ثوب المقدس(1)

أي المطهر

وقال قوم: معنى نقدس لك: نصلي لك وقال آخرون: نقدس انفسنا من الخطايا والمعاصي وقال قوم: نطهرك من الادناس أي لا نضيف اليك القبائح والقدس: السطل الذي يتطهر منه أي يقدس ويوصف تعالى بأنه قدوس سبوح أي سبحانه أن يكون شريكا لغيره طاهر من كل عيب.

وقوله: " إني اعلم مالا تعملون " قال قوم: أراد ما أظهره إبليس من الكبر والعجب والمعصية لما أمر الله تعالى لآدم ذهب اليه ابن مسعود، وابن عباس وقال قتادة: أراد من في ذرية آدم من الانبياء والصالحين.

وقال قوم: أراد به ما اختص بعلمه من تدبير المصالح فان قيل: لو كان آدم قادرا على أن لا يأكل من الشجرة، لكان قادرا على نقض ما دبره الله فيه، لانه لو لم يأكل منها للبث في الجنة والله تعالى إنما خلقه ليجعله خليفة في الارض فهذا يدل على أنه لم يكن بد من المخالفة قلنا عن هذا جوابان:

أحدهما - ان الجنة التي خلق الله تعالى فيها آدم، لم تكن جنة الخلد، وانما كانت في الارض حيث شاء الله، وانه حيث كان في الارض، كان خليفة في الارض وفي هذا سقط السؤال.

والثاني - ان الله تعالى علم أن آدم سيخالف، وانه يهبط إلى الارض فيستخلفه فيها فأخبر الله تعالى بما علم.

وقولهم: إنه لو كان قادرا على أن لا يخالف، لكان قادرا على نقض تدبيره - جهل، لان الله تعالى قد أمره بأن لا

---

(1) شبرق: مزق.

Página 133