101

Tibyán

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي

Géneros

Exégesis

تفسير التبيان ج1

والفراش: فراش القاع والطين بعد ما يبس على وجه الارض والفراش: الذي يطير ويتهافت في السراج وجارية فريش: قد افترشها الرجل والفرش: صغارالنعم ورجل فراشة: خفيف والفرش من الشجر: دقه واصل الماء: موه لانه يجمع امواها ويصغر مويه وماهت الركية تموه موها واماهها صاحبها: - اذا أكثر ماءها - إماهة.

وروى عن ابن مسعود وغيره من الصحابة أن معنى الآية: لاتجعلوا لله أكفاء من الرجال تطيعونهم في معصية الله قال ابن عباس: إنه خاطب بقوله: (ولاتجعلوا لله أندادا وانتم تعلمون) جميع الكفار من عباد الاصنام واهل الكتابين لان معنى قوله: " وانتم تعلمون " أنه لا رب لكم يرزقكم غيره وإن ما تعبدون لا يضر ولا ينفع.

وروي عن مجاهد: أنه عنى بذلك أهل الكتابين لانهم الذين كانوا يعلمون أنه لا خالق لهم غيره ولا منعم عليهم سواه والعرب ما كانت تعتقد وحدانيته تعالى والاول أقوى لان الله تعالى قد أخبر أن العرب قد كانت تعتقد وحدانيته تعالى فقال تعالى حكاية عنهم: (ولئن سألتهم من خلق السموات والارض ليقولن الله ولنن سألتهم من خلقهم ليقولن الله) وقال تعالى: " قل من يرزقكم من السماء والارض أم من يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويدبر الامر سيقولون الله فقل ألا تتقون "(1)؟

فحمل الآية على عمومها اولى ويطابق أول الآية وقد بينا أن خطابه لجميع الخلق واستدل ابوعلي الجبائي بهذه الآية على أن الارض بسيطة ليست كرة كما يقول المنجمون والبلخي بأن قال: جعلها فراشا والفراش البساط بسط الله تعالى اياها والكرة لا تكون مبسوطة قال: والعقل يدل ايضا على بطلان قولهم لان الارض لا يجوز أن تكون كروية مع كون البحار فيها لان الماء لا يستقر إلا فيما له جنبان يتساويان لان الماء لا يستقر فيه كاستقراره في الاواني فلو كانت له ناحية في البحر مستعلية على الناحية الاخرى لصار الماء من الناحية المرتفعة إلى الناحية

---

(1) سورة يونس: آية 31

Página 100