الهوى عليه، وهو البخل بما يؤثر في الحالة الحاضرة انحطاطا ولا فيما يرام بلوغه فيمال بعد بالمال ضعفا ولا عجزا. فأما من كان له عذر بين واضح من أحد هذين البابين أو من كليهما فليس ما عرض له الإمساك عن الهوى بل عن العقل والروية، ولا ينبغي أن يزال عنه بل يزيد ويثبت عليه. وليس كل ممسك يسوغ له أن يحتج بالباب الثاني من هذين البابين. وذلك أن من كان من الناس آيسا من أن يبلغ بإمساكه رتبة أعلى وأجل من التي هو فيها كمن كان في أواخر عمره أو في أقصى المراتب التي يمكن أن يبلغها مثله فليس لاحتجاجه بالباب الثاني من هذين البابين وجه بتة
الفصل الحادي عشر في دفع الفضل الضار من الفكر والهم
إن هذين العرضين وإن كانا عرضين عقليين فإن فرطهما مع ما يجلب من
Página 61