وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعاهد النكاح ويأمر به وقال: حبب إلي من ديناكم النساء والطيب, وجعلت قرة عيني في الصلاة - رواه النسائي. فالطيب هو غذاء الروح, والروح مطية القوى, ولا شيء أنفع من ذلك بعد الجماع.
وأما ذكره الصلاة بعد هذين الوصفين, فإن الجماع يستوعب مادة الشبق, المغمى عين القلب, المكدر بصر البصيرة, السادة على الكفر, فإنه القاطع على الرأي طريقه, وعلى الدين أسلوبه, ولذلك يسمونه الأطباء جنونا ولعمر الله هو أشد من الجنون, وأغلب للإنسان من كل غالب.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن.
وإنما أذهب للب الرجل بسبب شدة شبقة, وإذا كان كذلك فقد يفقد العبد شمل النية التي لا تصح الصلاة إلا بها من كثرة حديث النفس والوسواس, فلذلك حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقرنه بالصلاة, ليحضر العبد فيها خالي السر من الأفكار والوسواس الردية فتكون صلاته تامة [كاملة].
والاستمناء باليد يوجب الغم, ويضعف الشهوة والانتشار, وقد كرهه الشارع - انتهى ملخصا.
Página 116