و
since
و
ago
بأسلوب تربوي؟ وكم من متحدثي الفرنسية يمكنه شرح كل قواعد اسم المفعول في اللغة الفرنسية بأسلوب واضح؟
ثالثا: يكون معلمو اللغة الثانية في وضع ثنائي اللغة في أثناء عملية التدريس؛ فعندما يستخدمون اللغة الثانية (الإسبانية مثلا) في الفصل، تكون لغتهم الأخرى (الإنجليزية مثلا) حاضرة في حال سأل أحد الطلاب سؤالا بها، أو أجرى تبديلا لغويا واستخدم كلمة أو تعبيرا ما. لكنهم هم أيضا قد يلجئون في حالات نادرة للغاية إلى إجراء عمليات تبديل لغوي أو اقتباس أمام الطلاب، وقد يصححون كلام الذين يخطئون باستخدام اللغة التي يجيدونها أكثر.
إذا، في اللحظات التي تستدعي عادة استخدام التبديل اللغوي والاقتباس، وحيث يوجد احتمال أن يسهل هذا عملية التواصل، قد يمتنع معلمو اللغة الثانية عن استخدام لغة الطلاب الأولى حتى لا «يقدموا مثالا سيئا» لطلابهم. ومع ذلك، نظرا لكونهم يستخدمون هم أنفسهم لغتين، فإنهم قد يستخدمون التبديل اللغوي والاقتباس في حياتهم الشخصية. وعلى الرغم من ذلك، سمعت بعض معلمي اللغات يقولون إنهم يمتنعون عن استخدام التبديل اللغوي خارج المدرسة، حتى لا يخطئوا دون قصد ويمارسوا هذا السلوك في أثناء التدريس.
يتمثل الجانب الرابع، الذي يظهر تميز هؤلاء المعلمين، في أنهم نادرا ما يقتنعون بأنهم أشخاص ثنائيو اللغة، حتى أكثر من الأشخاص الثنائيي اللغة العاديين؛ نظرا لأن لدى كثير منهم وجهة نظر صارمة للغاية عن معنى كون المرء ثنائي اللغة (والتي تتمثل في التمتع بطلاقة تامة في لغتين أو أكثر، وعدم وجود لكنة في أي منها، وما إلى ذلك). عندما أتحدث إلى معلمي اللغة الثانية الذين يعتقدون ذلك، عادة ما أضطر إلى إقناعهم بأنهم في الحقيقة أشخاص ثنائيو اللغة، حتى إن كانت لديهم بوضوح سمات خاصة في ثنائيتهم اللغوية. أخيرا، عادة ما يكونون من المحبين الحقيقيين للغة الثانية التي يدرسونها (غالبا لهجتها الأساسية)، ويحبون ثقافتها، التي يحاولون إطلاع طلابهم عليها. مرة أخرى، لا ينطبق هذا عادة على الأشخاص الثنائيي اللغة العاديين، الذين يكون تركيزهم على لغاتهم وثقافتها أقل من تركيزهم على جوانب الحياة اليومية. (2) المترجمون التحريريون والشفويون
عندما تحدثنا عن مبدأ التكامل في الفصل الثالث، رأينا أن الأشخاص الثنائيي اللغة لا يكونون عادة مترجمين جيدين، سواء أكانت الترجمة تحريرية أم شفوية. يرجع هذا إلى أنهم لا يعرفون دوما الترجمة المقابلة في اللغة الأخرى في المجالات التي لا تغطيها إلا لغة واحدة فقط. وإذا لم يكتسب الأشخاص الثنائيو اللغة لغتهم الثانية على نحو صريح، مثلما يحدث في دورات تعلم اللغة الثانية التقليدية، فإن الذين يشرعون منهم في الترجمة سيجدون أنهم يفتقرون إلى المفردات، وأحيانا أيضا إلى المهارات اللغوية والتنوعات الأسلوبية المطلوبة لإنجاز مهمة الترجمة. وقد يفتقرون أيضا إلى المعرفة الثقافية المرتبطة باللغة، التي تسهل فهمهم للنص الأصلي؛ وهي خطوة ضرورية ليتمكن المرء من الترجمة الصحيحة.
على عكس الأشخاص الثنائيي اللغة العاديين، يجب أن تتوافر لدى المترجمين التحريريين والشفويين مجموعة كاملة من المقابلات المترجمة في اللغة الأخرى. كذلك لا بد أن تكون لديهم معرفة متقنة باللغتين (على كافة المستويات اللغوية)، وبالإضافة إلى ذلك يجب أن تكون لديهم معرفة جيدة بالثقافتين المعنيتين. بالطبع يستمر تطبيق مبدأ التكامل، لكن دوره يقل إلى حد كبير؛ فيجب على المترجمين التحريريين والشفويين، على عكس الأشخاص الثنائيي اللغة العاديين، تعلم استخدام لغاتهم (والمهارات الأساسية الموجودة لديهم فيها) لأغراض متشابهة وفي مجالات حياتية متماثلة؛ وهذا شيء لا يحتاج الأشخاص الثنائيو اللغة العاديون فعله عادة.
Página desconocida