عند رؤية مربع أزرق. كانت المربعات تظهر إما على الجانب الأيسر وإما على الجانب الأيمن للشاشة. في التجارب التوافقية كان المربع الأحمر يظهر فوق المفتاح
X ، والمربع الأزرق فوق المفتاح
O ؛ وفي التجارب غير التوافقية كان المربع الأحمر يظهر فوق المفتاح
O ، والمربع الأزرق فوق المفتاح
X . أظهرت الدراسة نتائج مشابهة لتأثير التوافق المثبت جيدا؛ فقد كان المشاركون أسرع في الاستجابة عندما كان المربع الملون يظهر على نفس جانب المفتاح المقابل له (على سبيل المثال: عندما ظهر المربع الأحمر على نفس جانب المفتاح
X )، وأبطأ في الاستجابة عندما لم يكن المربع الملون والمفتاح المقابل على الجانب نفسه. يعرف هذا باسم تأثير سايمون. مع ذلك، فإن الأكثر إثارة للاهتمام أن المشاركين الثنائيي اللغة في المجموعة الأكبر سنا كانوا أسرع من نظائرهم في مجموعة مشابهة أحادية اللغة، في كل من التجارب التوافقية وغير التوافقية.
5
وفي دراسة ضابطة، استبعد الباحثون احتمال كون الاختلاف في السرعة نتيجة للاختلافات الأساسية بين المجموعتين.
يتمثل تفسير الباحثين للميزة الموجودة لدى الأشخاص الثنائيي اللغة الكبار السن، في أن الحاجة إلى إدارة نظامين لغويين مفعلين في وقت واحد، والتلاعب بالانتباه بحيث يوجه لإحدى اللغتين، أو لكلتيهما، خلال عملية استخدام اللغة، تسد باستخدام الوظائف التنفيذية (الإدراكية) العامة نفسها المسئولة عن توجيه الانتباه إلى أية مجموعة من النظم أو المثيرات. بعبارة أخرى، إن قضاء فترة طويلة في القيام بأنشطة مثل اختيار اللغة، الذي يجبر الأشخاص الثنائيي اللغة على تفعيل إحدى اللغات وعدم تفعيل اللغة الأخرى (أو حتى ربما كبحها)، على الأقل في الوضع الأحادي اللغة، قد أعطاهم ميزة الانتباه في أنواع المهام التي تتطلب من المرء الانتباه إلى إحدى الإشارات (لون المربع) دون الأخرى (موقعه على الشاشة). يبدو أن الأشخاص الثنائيي اللغة لديهم أفضلية في هذا الشأن، ويمكن ملاحظة هذا في الأطفال الثنائيي اللغة أيضا (الذين سنتحدث عنهم في الجزء الثاني من هذا الكتاب).
حظيت الدراسة الثانية، التي أجرتها أيضا إلين بياليستوك وزملاؤها، بمزيد من الاهتمام في الصحف؛ إذ إنها توضح أن الثنائية اللغوية قد تؤخر الإصابة بالخرف في الشيخوخة. والخرف هو مصطلح عام متعلق بالاضطرابات المعرفية التي تؤثر على الذاكرة، واللغة، والمهارات الحركية والمكانية، وحل المشكلات، والانتباه. إن مرض ألزهايمر هو أحد الأسباب الشائعة للخرف، ومن بين الأسباب الأخرى إصابات المخ وأورام المخ، إلى آخره. درس الباحثون 184 مريضا شخصت حالتهم بأن لديهم خرفا، وكان 51 في المائة منهم ثنائيي اللغة. كان الأشخاص الثنائيو اللغة هؤلاء يجيدون الإنجليزية (لغة الأشخاص الأحاديي اللغة)، بالإضافة إلى لغة أخرى (إجمالا، وصل عدد هذه اللغات إلى 25 لغة مختلفة). قضى الأشخاص الثنائيو اللغة هؤلاء معظم حياتهم، على الأقل منذ أوائل مرحلة البلوغ، وهم يستخدمون كلتا اللغتين بانتظام. عندما قارن الباحثون العمر الذي بدأت أعراض الخرف تظهر فيه لدى المجموعتين، وجدوا أن متوسط عمر بدء الأعراض لدى الأشخاص الثنائيي اللغة كان بعد نظيره لدى الأشخاص الأحاديي اللغة بنحو 4,1 سنوات (في سن 75,5 في مقابل 71,4). قال الباحثون، مرة أخرى، إن الضبط الانتباهي الذي يستخدمه الأشخاص الثنائيو اللغة للتحكم في لغاتهم؛ من اختيار إحدى اللغتين أو كلتيهما، وقمع إحداهما مع تفعيل الأخرى (على الأقل عند التواصل في وضع أحادي اللغة)، يرتبط بأنشطة ذهنية أخرى معقدة يبدو أنها تقي من الإصابة بالخرف. واستنتجوا مبدئيا (فما زالت هذه الاكتشافات حديثة) أنه بينما لا يبدو أن الثنائية اللغوية تؤثر في تراكم العوامل المرضية التي ترتبط بالخرف، يبدو أنها تمكن المخ من تحمل العوامل المرضية المتراكمة على نحو أفضل.
Página desconocida