9
ماذا عن أمريكا الشمالية؟ لنبدأ بالحديث عن كندا. تشير هيئة الإحصاء الكندية إلى أن أكثر من 5 ملايين شخص بقليل، أفادوا في الإحصاء السكاني الذي أجري في عام 2001 في كندا بأنهم ثنائيو اللغة، وأنهم يتحدثون الإنجليزية والفرنسية، وهو رقم أعلى بنحو 8,1 في المائة من الرقم المذكور قبل خمس سنوات. ويمثل هذا العدد نحو 18 في المائة من عدد السكان. وكما هو متوقع، فإن نصف الفرانكوفونيين (المتحدثين بالفرنسية) تقريبا ثنائيو اللغة، في مقابل 9 في المائة فقط من الأنجلوفونيين (المتحدثين بالإنجليزية). بالإضافة إلى ذلك، ذكر 18 في المائة آخرون من السكان أن لديهم لغة أما أخرى غير الإنجليزية والفرنسية؛ ونظرا لأن معظم هؤلاء الأفراد ربما يستخدمون أيضا إحدى اللغتين القوميتين، فإن عدد الأشخاص الثنائيي اللغة في كندا ربما يقدر بنحو 35 في المائة، وهي نسبة إلى حد ما أقل من النسبة الموجودة في أوروبا.
10
ما هو الموقف في الولايات المتحدة؟ منذ أكثر من ثلاثين عاما، في كتاب «الحياة مع لغتين»، حللت الدراسة الاستقصائية المتعلقة بالدخل والتعليم في أمريكا لعام 1976. طرحت هذه الدراسة أسئلة تتعلق باللغة على الذين ذكروا نشأتهم في أسر ليست لغتها الأم هي الإنجليزية، وقد توصلت في هذا الوقت إلى أن أقل قليلا من 13 مليون شخص (نحو 6 في المائة من عدد السكان) ذكروا أنهم يتحدثون الإنجليزية ولغة أقلية بصفة مستمرة؛ بمعنى أنهم ثنائيو اللغة. استنتجت عندها أن الولايات المتحدة دولة أحادية اللغة إلى حد كبير مقارنة بأية دولة أخرى في العالم.
11
ومنذ ذلك الحين تسأل الإحصاءات السكانية الأمريكية عن اللغة التي يتحدث بها المرء في المنزل غير الإنجليزية، ومدى إجادته للحديث بالإنجليزية. ذكر ما يقرب من 18 في المائة من السكان في إحصاء عام 2000 أنهم يتحدثون لغة أخرى في المنزل، وقد ارتفع هذا الرقم عن 14 في المائة في عام 1990، و11 في المائة في عام 1980. ومن بين 47 مليون شخص تقريبا ذكروا استخدامهم للغة أخرى، أعلن ما يقرب من 36 مليون شخص أنهم يتحدثون الإنجليزية على نحو جيد أو جيد جدا؛ مما يعني أن نحو 13,71 في المائة من إجمالي سكان الولايات المتحدة ثنائيو اللغة. وإذا أضفنا الذين ذكروا أنهم «لا يجيدون كثيرا» التحدث بالإنجليزية، فإن إجمالي نسبة الأشخاص الثنائيي اللغة سيزيد إلى ما يقرب من 17 في المائة.
12
وإذا أضفنا العدد الكبير من الأمريكيين الذين يستخدمون لغة ثانية أو ثالثة خارج المنزل، والذين لم يدرجوا ضمن مستخدمي اللغات الأخرى في الإحصاءات السكانية، فسنرى بالتأكيد زيادة في نسبة الأشخاص الثنائيي اللغة في الولايات المتحدة. بالتأكيد لن تصل الأرقام إلى تلك الموجودة في أوروبا، فضلا عن الموجودة في كثير من الدول الآسيوية والأفريقية، لكن الولايات المتحدة بالتأكيد هي دولة تحتوي على عدد كبير من الأشخاص الثنائيي اللغة؛ ما يقدر بنحو 55 مليون شخص في عام 2009.
فيما يتعلق باللغات المستخدمة في الولايات المتحدة بجانب الإنجليزية، فإن اللغة الأكثر استخداما حتى الآن - وفقا لإحصاء عام 2000 - هي الإسبانية (نحو 28 مليون متحدث، بزيادة قدرها عشرة ملايين بين عامي 1990 و2000).
13
Página desconocida