201

ولما ولي الامام علي أمور المسلمين وجد صعوبة كبيرة في إرجاع الناس إلى السنة النبوية الشريفة وحظيرة القرآن وحاول جهده أن يزيل البدع التي أدخلت في الدين ولكن بعضهم صاح واسنة عمراه ! وأكاد اعتقد وأجزم بأن الذين حاربوا الامام عليا وخالفوه ، إنما فعلوا ذلك لانه - سلام الله عليه - حملهم على الجادة وأرجعهم إلى النصوص الصحيحة مميتا بذلك كل البدع والاجتهادت التي ألصقت بالدين طوال ربع قرن وقد ألفها الناس وخاصة منهم أصحاب الاهواء والاطماع الدنيوية الذين اتخذوا مال الله دولا وعباد الله خولا وكدسوا الذهب والفضة وحرموا المستضعفين من أبسط الحقوق التي شرعها الاسلام .

( 1 ) كقضية إمضائه الطلاق الثلاث صحيح مسلم باب الطلاق الثلاث سنن أبي داوود ج 1 ص 344 .

( 2 ) كتحريمه متعة الحج ومتعة النساء صحيح مسلم كتاب الحج صحيح البخاري كتاب الحج باب التمتع .

( 200 )

وقد نجد أن المستكبرين في كل عصر يميلون إلى الاجتهاد ويطبلون له لانه يفسح لهم المجال للوصول إلى مآربهم من كل طريق . أما النصوص فتقطع عليهم وجهتهم وتحول بينهم وبين ما يرومون .

ثم أن الاجتهاد وجد له أنصارا في كل عصر ومصر حتى من المستضعفين أنفسهم لما فيه من سهولة التطبيق وعدم الالتزام .

Página 202