179

وهذا نص أخرجه مسلم في صحيحه جاء فيه : « ان رسول الله صلى الله عليه وآله أعطى الراية إلى علي يوم خيبر فقال علي : يا رسول الله على ماذا أقاتلهم ؟ فقال صلى الله عليه وآله قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فإن فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله»(1) .

ولكن أبا بكر لم يقتنع بهذا الحديث وقال : والله لاقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال ؛ أو قال : « والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم على منعه » واقتنع عمر بن الخطاب بعد ذلك وقال : ما إن رأيت أبا بكر مصمما على ذلك حتى شرح الله صدري ؛ ولست أدري كيف يشرح الله صدور قوم بمخالفتهم سنة نبيهم ! .

وهذا التأويل ، منهم لتبرير قتال المسلمين الذين حرم الله قتلهم إذ قال في كتابه العزيز .

( ياأيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا )(2). صدق الله العظيم .

على أن هؤلاء الذين منعوا إعطاء أبي بكر زكاتهم لم ينكروا وجوبها ولكنهم تأخروا ليتبينوا الامر ويقول الشيعة إن هؤلاء فوجئوا بخلافة أبي بكر وفيهم من حضر مع رسول الله حجة الوداع وسمع منه النص على علي بن أبي طالب فتريثوا

( 1 ) صحيح مسلم ج 8 ص 51 كتاب الايمان .

( 2 ) سورة النساء : آية 94 .

( 183 )

حتى يفهموا الحقيقة ، ولكن أبا بكر أراد إسكاتهم عن تلك الحقيقة وبما أنني لا أستدل ولا أحتج بما يقوله الشيعة فسأترك هذه القضية لمن يهمه الامر ليبحث فيها .

Página 180