[chapter 1: 1] فصل فى العلة الأولى

alternative title

ما استخرجه الإسكندر الأفرودسى من كتاب أرسطوطاليس المسمى ثولوجيا ومعناه الكلام فى الربوبية. فصل فى العلة الأولى

alternative title

قول استخرجه الإسكندر من كتاب ثالوجيا أى (أثولوجياء T) الربوبية. فى تثبيت العلة الأولى

إن فى كل كثرة الواحد موجود.

Página 3

فإن لم يكن الواحد فى كل شىء منها البتة، لم يكن الكل واحدا ولا شىء من الأشياء الكثيرة التى منها ركبت الكثرة، بل يكون كل واحد منها كثيرا أيضا، فهذا يكون إلى ما لا نهاية له؛ ويكون أيضا كل شىء واحد، وذلك الذى لا نهاية له، لا نهاية له أيضا فى الكثرة، لأنه إذا لم يكن الواحد فى الشىء البتة، لا فى كليته ولا فى أجزائه التى ركب منها، لم تكن له نهاية فى جميع حالاته لا فى كليته ولا فى أجزائه. وذلك أنك متى ما أخذت أى جزء من أجزاء الكثير، إما أن يكون واحدا وإما أن يكون لا واحدا؛ فإن كان لا واحدا، فإما أن يكون كثيرا وإما أن يكون لا شىء البتة. فإن كان كل جزء من أجزاء الكثير لا شىء، كان لا محالة الشىء المركب منها لا شىء أيضا. وإن كان كل جزء من أجزاء الكثير كثيرا، كان لا محالة كل جزء من أجزاء الشىء المركب مركبا أيضا من أشياء لا نهاية لها. وهذا ممتنع لا يكون البتة، لأنا لا نجد شيئا أكثر من لا نهاية، وإلا، كان الجزء أكثر من الكل المركب من الأجزاء. فلا يمكن 〈إذا〉 أن يكون شىء من الأشياء مركبا 〈من أجزاء لا نهاية لها〉، ولا يمكن أيضا أن يركب شىء من الأشياء من لا شىء البتة. فإن كان ذلك كذلك فبين أن فى كل كثرة الواحد موجود وأن الواحد قبل الكثير.

فإن كان هذا على هذا، كانت العلة الأولى لا محالة واحدة فقط وقبل الأشياء الكثيرة وليس فيها شىء من الكثرة البتة، وإنها علة كل كثرة.

Página 4

[chapter 2: 2] فصل فى العلة الأولى

إن كل شىء الواحد فيه موجود فهو واحد ولا واحد.

فإن لم يكن واحدا وكان الواحد موجودا فيه، كان لا محالة شيئا آخر غير الواحد؛ فإن كان ذلك كذلك فإنما قبل الواحد قبولا مؤثرا عند نيله الواحد فصار واحدا عند ذلك. فإن ألفى شىء ليس هو شيئا آخر إلا واحدا فقط، فهو واحد لا محالة واحد مرسل، وليس هو واحدا من أجل نيله الواحد، لكنه واحد فقط لأنه ليس فيه شىء غير أنيته. فإن ألفى شىء آخر غير الواحد المرسل واحدا، فإنه ليس واحدا من أجل ذاته لكن من أجل نيله الواحد. فيكون من أجل ذلك ليس هو واحدا بذاته، ويكون هذا الشىء واحدا ولا واحدا، فأقول إنه لا يكون إلا واحدا من حيث نال الواحد وانفعل منه.

Página 5

فقد استبان الآن أن الأشياء كلها واحد ولا واحد بالمعنى الذى ذكرنا، وأن العلة الأولى الواحد فقط لا يشوبه شىء آخر البتة، وأن كل كثرة معلولة منها.

Página 6

[chapter 3: 3] فصل فى العلة الأولى

alternative title

فصل فى العلة الأولى

alternative title

أقول أيضا فيها

إن كل ما كان واحدا فإنما كان واحدا من أجل نيله الواحد.

وذلك أنه إن صارت الأشياء التى ليست بذاتها واحدة واحدا، فإنما تكون واحدا إذا ما اجتمعت واتصل بعضها ببعض فتقبل حينئذ الواحدية، فيكون الواحد فيها أثرا من الآثار وفعلا من الأفاعيل. فإن كان ذلك كذلك فالواحد إذا فى الأشياء أثر وفعل، فعلى هذه الجهة يوجد الواحد فى الأشياء. فأما الشىء الذى هو بذاته واحد حق فإنه ليس واحدا بالتكوين، لأن الكون لا يقع على أيس الشىء لكن على ليس الشىء. فإن وقع الواحد تحت الكون فإنه يكون حينئذ واحدا من لا واحد، لأنه صار واحدا من قبل الواحد، أقول إنه صار واحدا لنيله الواحد.

Página 7