Those Who Are Good
أولئك الأخيار
Editorial
دار القاسم
Géneros
وهم كما قال فيهم القائل:
ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح؟ (١)
ونحن ينطبق علينا قول إبراهيم التيمي: «كم بينكم وبين القوم، أقبلت عليهم الدنيا فهربوا، وأدبرت عنكم فاتبعتموها» (٢).
فالدنيا مضمار سباق وقد انعقد الغبار وخفي السابق، والناس في المضمار بين فارس وراجل وأصحاب حمر معقرة (٣).
قس على نفسك أخي انظر أين أنت منهم. اعلم أن من علامات الشقاء ما قاله مالك بن دينار ... أربع من علامات الشقاء: قسوة القلب وجمود العين وطول الأمل والحرص على الدنيا (٤).
* ذات ليلة زار قيس بن مسلم، محمد بن جحادة، فأتاه وهو في المسجد بعد صلاة العشاء، ومحمد قائم يصلي، فقام قيس بن مسلم في الناحية الأخرى يصلي، فلم يزالا على ذلك حتى طلع الفجر، وكان قيس بن مسلم إمام مسجده، فرجع إلى الحي فأمهم، ولم يلتقيا، ولم يعلم محمد مكانه، فقال بعض أهل المسجد: زارك أخوك قيس بن مسلم البارحة فلم تنفتل إليه. قال: ما علمت مكانه، فغدا عليه فلما رآه قيس بن مسلم مقبلًا قام إليه فاعتنقه، ثم
_________
(١) شذرات الذهب ١/ ١٤١.
(٢) الفوائد ٦٥.
(٣) السير ٥/ ٦١ حلية الأولياء ٤/ ٢١٢.
(٤) كتاب الزهد الكبير للبيهقي ١٩٥.
1 / 21