الثالثة: الحسد:
فهو من المحبطات للأعمال الصالحة، وهو نتيجة البخل لأن الحاسد يرى نعمة الله على عباده من علم أو شرف أو جاه، أو محبة في قلوب الناس، أو عبادة أو غنى، أو غير ذلك من النعم فيحب زوالها عن صاحبها مع كونها لا تضره ولا تنقصه عن درجته شيئا، فلا يزال في تعب وعناء من حسده، وهو المعذب الذي لا يرحم، ولم يعلم بأن حسده إساءة على الباري تعالى حيث لم يرض بما فعل، وما أحسن قول من قال شعرا:
ألآ قل لمن كان لي حاسدا .... أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في ملكه .... إذا أنت لم ترض لي ما وهب
وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم:
(96) ((الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب)).
(97) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((قد دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة،لا أقول تحلق الشعر ولكنها تحلق الدين)).
(98) وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: ((أنه قيل له: يا رسول الله أي الناس أفضل؟ قال: رجل مخموم القلب صدوق اللسان. فقالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد ولا غل)).
Página 63