192

These Are Our Morals When We Truly Believe

هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا

Editorial

دار طيبة للنشر والتوزيع

Edición

الثانية

Año de publicación

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Ubicación del editor

الرياض - المملكة العربية السعودية

Géneros

تمنَّى الناس (ذهبًا ينفقونه في سبيل الله) كانت قولة عمر ﵁: (ولكني أتمنَّى رجلًا مثل أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة، فأستعين بهم على إعلاء كلمة الله) (١).
ولن يثق الناس بك، ولن يتأثَّروا بحديثك، وأنت ترتعُ في نعيم لا يجدونه، ولذلك كان سيدنا علي ﵁ يحتاط لنفسه ولأعين الناس، فيلبس المرقع من الثياب، فلما اعترض بعضهم على لباس علي ﵁، أجابهم: (ما لكم وللَّباس، هو أبعد من الكبر، وأجدر أن يقتدي بي المسلم) (٢)، وفي رواية قال: (يخشع به القلب، ويقتدي به المؤمن) (٣).
وإن الذي ينحدر للتَّسابق في الملذَّات؛ لن يرقى في سلَّم الطاعات؛ لأن القدوة تسابق في الخيرات، ومجاهدة للنفس إلى أن تحيا بنا دعوتنا؛ إذ (لا حياة لفكرة لم تتقمَّص روح إنسان، ولم تصبح كائنًا حيًّا، دب على وجه الأرض في صورة بشر) (٤)، فلا ينسين الداعية أن الناس ينظرون إليه على أنه مثلهم الأعلى، الذي يرون في سلوكه مصداق ما يدعو إليه، فإن زلَّ زلوا معه، وإن عاد إلى الصواب بعد ذلك قد لا يعودون.
إن من أبرز صفات الساعي لأن يكون للمتقين إمامًا: الحذر من سوء التصرف الذي قد يفتن بهم العامة، وقد يُلبِّس على مَن يحسنون الظن بهم، ولو كان الفعل في حدود ما تحتمله الاجتهادات الفرعية

(١) نقلًا عن ممرات الحق (٤/ ٨٧).
(٢) مسند أحمد ١/ ٩١.
(٣) عن حياة الصحابة ٢/ ٧٠٩.
(٤) أفراح الروح لسيد قطب ٢٥ - ٢٦.

1 / 225