التعجب من فعل المفعول بين المانعين والمجيزين
التعجب من فعل المفعول بين المانعين والمجيزين
Editorial
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Número de edición
العددان التاسع والسبعون والثمانون
Año de publicación
السنة العشرون- رجب-ذوالحجة ١٤٠٨هـ
Géneros
للجعل، كهمزة "ما أحسن" والباء مزيدة في المفعول للتأكيد، وهو كثير١" نحو قوله تعالى: ﴿وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة﴾ ٢ والمراد: أيديكم، ونحو: قرأت بالسورة، وأجاز بعض هؤلاء - وهو الزجاج- أن تكون الهمزة للصيرورة، فتكون الباء للتعدية، أي: أجعله ذا حسن، والأول أولى، لقلة همزة الصيرورة، إذ تكون نحو: نزلت بالجبل، أي: في الجبل، وذلك بعيد من الصواب٣.
٤- استدل أبو حيَّان في شرح التسهيل على أن الباء في موضع نصب بشيئين:
أحدهما: جواز حذفه اختصارًا، كقوله تعالى: ﴿أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ﴾ ٤.
واقتصارًا، كقول الشاعر:
فذلك إن يَلْقَ المنية يلقها ... حميدًا، وإن يستغن يومًا فأجدِر
والآخر: أنهم لما حذفوا الباء نصبوا الاسم، كقول الشاعر:
لقد طرقت رحال الحي ليلى ... فأبعد دار مرتحل مزارا
وقول الآخر:
فأجدر مثلَ ذلك أن يكونا
أي: ما أبعد دار مرتحل مزارا، وما أجدر مثل ذلك٥.
بل تفارق الباء المتعجب منه إن كان (أن) وصلتها، فيجوز في "أجود بأن يكتب زيدٌ!: أجوِد أن يكتب زيدٌ!، منه:
وقال نبي المسلمين تقدموا ... وأحبب إلينا أن تكون المقَّدَّما٦
ولو كان ما دخلته الباء فاعلًا، ما حذف كما في الشاهد الأول، ولما نصب كما في الأمثلة بعده.
_________
١ شرح الكافية ٢/ ٣١٠. وانظر شرح المفصل ٧/ ١٤٨.
٢ سورة البقرة آية ١٩٥.
٣ انظر شرح المفصل ٧/ ١٤٨، وشرح الكافية ٢/ ٣١٠.
٤ سورة مريم آية ٣٨.
٥ وقد تأول هذين البيتين من ذهب إلى أن المجرور ليس في موضع نصب، بأن قوله: "فأبعد دار مرتحل مزارا" يمكن أن يكون "أبعد" فيه دعاءً، على معنى: أبعد الله دار مرتحل مزارا عن مزار محبوبه، كأنه يحرص نفسه على الإقامة في منزل طروق ليلى، لأنه صار بطروقها مزارًا، وبأن "أجدر" أمر عار من التعجب، أي: اجعل مثل ذلك جديرا، وأجدر به، أي: اجعله جديرًا بأن يكون، أي حقيقًا، وبأنه تعجب، ومثل في موضع رفع، وهو مبني لإضافته إلى مبني، مثل قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ﴾ (الذريات: الآية ٢٣) في قراءة من فتح اللام، قال صاحب الدرر: "ولن أعثر على قائله" انظر الدرر اللوامع ٢/ ١٢٠، والمساعد (الحاشية) ٢/ ١٥١.
٦ المساعد ٢/ ١٥٠.
1 / 163