المبارك لم يدرك الحدث، فيعتبر إسناده معضل، وذكرها الطبري من طريق
أبي مخنف (^١) وهو ضعيف، وذكرها ابن عبد ربه عن طريق سفيان بن عيينة (^٢) عن أبي موسى الأشعري ﵁ عن الحسن ﵁، وسفيان بن عيينة لم يدرك أبو موسى الأشعري، فكيف يروي عنه وإسناده هنا معضل.
فهذه الطرق المسندة التي جاءت بالخبر لم تأتِ بشيء صحيح، ومتنها مُنْكَر ولا يُقْبَل عن هذين الصحابيين، أن يقتسما بلاد المسلمين فيما بينهم والمانع من ذلك العدالة والصحبة.
ثم إن ولاية عمرو ﵁ على مصر ليست أمرًا محدثًا، فهو من فتحها، وقد سبق له الولاية عليها، وهو أعرف الناس بها وبسياستها، حيث فتحها سنة عشرين من الهجرة (^٣)، ثم وليها لعمر بن الخطاب ﵁ أربع سنين، ولعثمان ﵁ أربع سنين إلا شهرين ثم لمعاوية ﵁ سنتين إلا شهرًا (^٤).
* * *