The Tatars from the Beginning to Ain Jalut
التتار من البداية إلى عين جالوت
Géneros
غزو التتار لبلاد جلال الدين وقصة مقتله
كلف الخاقان الجديد أوكيتاي القائد شورماجان أحد أمهر قادته التتريين بغزو العالم الإسلامي، فجمع جيشًا هائلًا من التتر، وتقدم صوب العالم الإسلامي، فكانت أول منطقة قابلها هي منطقة جلال الدين بن خوارزم في غرب إيران، فالتقى معه في موقعة رهيبة جدًا فهزم جلال الدين هزيمة مرة، فهرب مكررًا نفس التاريخ الذي فعله قبل ذلك والذي فعله أبوه قبله، حتى وصل إلى شمال العراق بعد أن تفرق عنه كل جيشه، فجيوش التتار أكلت الأخضر واليابس في هذه الأرض، واحتلت إيران كلها في لحظات قليلة جدًا.
لما وصل جلال الدين إلى شمال العراق وحيدًا شريدًا طريدًا، أخذ ينتقل بمفرده بين القرى فارًا من التتار، واختفى ذكره من البلاد شهورًا متصلة، ولا أحد يعرف هل مات أم لا؟ حتى وصل إلى إحدى القرى فاستقبله فلاحًا من الأكراد، وسأله: من أنت؟ فقد استغرب من شكل جلال الدين؛ لأنه كان متحليًا بكمية كبيرة جدًا من الذهب والجواهر، فقد أخذ كل كنوزه معه وهرب، فقال له: أنا ملك الخوارزمية، فقد أراد أن يبث الرعب في قلبه حتى يطلب الأمان عنده، فعندما سمع الفلاح هذه الكلمة قال له: تفضل، وأدخله بيته وأطعمه وسقاه حتى نام، وكان هذا الفلاح قد قتل أخوه على يد جلال الدين بن خوارزم، فلما نام جلال الدين قام إليه الفلاح وقتله بالفأس، ثم أخذ رأسه وسلمه إلى زعيم شمال العراق الأشرف العادل؛ لأنه كان بينه وبين جلال الدين حروبًا طويلة قبل ذلك، وانتهت قصة جلال الدين بن محمد بن خوارزم هذه النهاية المأساوية.
وصدق رسول الله ﷺ إذ يقول فيما روى البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري ﵁ قال: (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾ [هود:١٠٢]).
وبفرار جلال الدين بن خوارزم سقط كل إقليم فارس في يد التتار، ما عدا الشريط الغربي فقط، وهو شريط ضيق جدًا كانت تسيطر عليه الإسماعيلية الشيعية.
3 / 33