73

The Taste of Prayer According to Ibn al-Qayyim

ذوق الصلاة عند ابن القيم

Editorial

دار الحضارة للنشر والتوزيع

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Ubicación del editor

الرياض - المملكة العربية السعودية

Géneros

جلسة التشهد
فلما أكمل ركوع الصلاة وسجودها وقراءتها وتسبيحها وتكبيرها، شرع له أن يجلس في آخر صلاته جلسة المتخشع المتذلل المستكين جاثيًا على ركبتيه، ويأتي في هذه الجلسة بأكمل التحيات وأفضلها عوضًا عن تحية المخلوق للمخلوق، إذا واجهه، أو دخل عليه، فإن الناس يحيون ملوكهم وأكابرهم بأنواع التحيات التي يحيون بها قلوبهم، فبعضهم يقول: أنعم صباحًا، وبعضهم يقول: لك البقاء والنعمة، وبعضهم يقول: أطال الله بقاءك، وبعضهم يقول: تعش ألف عام، وبعضهم يسجد للملوك، وبعضهم يسلم فتحياتهم بينهم تتضمن ما يحبه المحيا من الأقوال والأفعال، والمشركون يحيون أصنامهم.
قال الحسن: كان أهل الجاهلية يتمسحون بأصنامهم ويقولون: لك الحياة الدائمة، فلما جاء الإسلام أُمِرُوا أن يجعلوا أطيب تلك التحيات وأزكاها وأفضلها الله.

1 / 79