35

قصة المسيح الدجال

قصة المسيح الدجال

Editorial

المكتبة الإسلامية-عمان

Número de edición

الأولى ١٤٢١هـ

Ubicación del editor

الأردن

Géneros

وينادى فى وجهه: هذا هو الدجَّال الذى كان رسول الله ﷺ يحدثنا حديثه ... كما سيأتى فى الفقرة (٣١ - السياق).
فالعبرة إذن بالإيمان والعمل الصالح، فذلك هو السبب الأكبر فى النجاة، وأما السكن فى دار الهجرة وغيرها؛ فهو سبب ثانوى، فمن لم يأخد بالسبب الأكبر؛ لم يفده تمسكه بالسبب الأصغر، وقد أشار إلى هذا النبى ﷺ بقوله للذى سأله عن الهجرة:
«ويحك! إن شان الهجرة لشديد! فهل لك من إبل؟». قال: «فهل تؤتى صدقتها؟» قال: نعم. قال: «فاعمل من وراء البحار، فإن الله لن يترك من عملك شيئًا» (١).
وما أحسن ما روى الإمام مالك فى «الموطأ» (٢/ ٢٣٥) عن يحيى بن سعيد:
«أن أبا الدرداء كتب إلى سلمان الفارسى: أن هلمَّ إلى الأرض المقدسة. (يعنى: الشام). فكتب لإليه سلمان:
إن الأرض لا تقدس أحدًا، وإنما يقدسُ الإنسانَ عملُهُ».
وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [التوبة: ١٠٥].

(١) أخرجه البخارى (٧/ ٢٠٧ - فتح)، ومسلم (٦/ ٢٨)،وأبو داود (١/ ٣٨٨)، والنسائي (٢/ ١٨٢)، وأحمد (٣/ ٦٤).

1 / 35