الإمام " علي " نزولًا عند نص القرآن الكريم وإجماع المسلمين، وإن الخلفاء الراشدين من بناة الإسلام الأوائل وقد اجتهدوا في مدة خلافتهم فأصابوا وأخطأوا وخدموا الإسلام ما استطاع كل واحد منهم إلى ذلك سبيلًا، فالخليفة الأول " أبو بكر " حفظ الإسلام من خطر الردة بحزمه وصبره وصرامته، تلك الردة التي كانت السبب في الحروب التي استشهد فيها عشرون ألف صحابي للدفاع عن الإسلام وأبلى المسلمون فيها بلاءً حسنًا، وهذا هو الإمام " علي " يقف على باب " أبي بكر " في يوم وفاته ويخاطبه بقوله:؟ رحمك الله يا " أبا بكر " كنت أول القوم إسلامًا وأخلصهم إيمانًا وأشدهم يقينًا وأعظمهم غناءً وأحفظهم على رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وأنسبهم برسول الله خلقًا وفضلًا وهديًا وسمتًا فجزاك الله عن الإسلام وعن رسول الله وعن المسلمين خيرًا، صدَّقت رسول الله حين كذبه الناس وواسيته حين بخلوا وقمت معه حين قعدوا وأسماك الله في كتابه صديقًا (والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون) يريد " محمدًا " ويريدك وكنت والله للإسلام حصنًا وعلى الكافرين عذابًا، لم تقلل حجتك ولم تضعف بصيرتك ولم تجبن نفسك وكنت كالجبل الذي لا تحركه العواصف، كنت كما قال رسول الله ضعيفًا في بدنك قويًا في أمر الله متواضعًا في نفسك عظيمًا عند الله جليلًا في الأرض كبيرًا عند المؤمنين ولم يكن لأحد عندك مطمع ولا لأحد عندك هوادة، فالقوي عندك ضعيف حتى تأخذ الحق منه والضعيف عندك قوي حتى تأخذ الحق له، فلا حرمنا الله أجرك ولا أضلنا بعدك
1 / 47