يدي حتى أرش الخدش (١) ....؟ وكما قلنا في هذه الرواية ضعف واضح وغرابة مذهلة ومنها تتفرع أسئلة عديدة لا عد لها ولا حصر وقبل كل شيء لماذا خص الرسول الكريم - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - الإمام " عليًا " بتعليم أحكام تحتاج إليها أمته إلى يوم القيامة ولكن لم يخبر بها أمته بل أخفاها عليهم والقرآن الكريم يقول:؟ وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرًا ونذيرًا ولكن أكثر الناس لا يعلمون (٢) ....؟ ويقول في موضع آخر:؟ اليوم أكملت لكم دينكم (٣) ... الآية ...؟
ولماذا لم يتحدث الإمام " علي " عن تلك الأحكام في خلافة الخلفاء الذين سبقوه أو في زمن خلافته ولماذا أخفى أحكامًا تحتاج إليها الأمة إلى يوم القيامة وفيها حلاله وحرامه وحتى أرش الخدش، حقًا إنه اضطراب مخل بالتعقل نقرؤه في عقول الذين وضعوا روايات كهذه ونسبوها إلى الإمام " علي " وأدهى منه أن فقهاءنا - سامحهم الله - استندوا عليها وحكموا عليها حكم المسلّمات.
التصحيح
إن كل ما قيل وذكر في الكتب الشيعية عن مصحف الإمام " علي " ليس أكثر من إضفاء هالة من الغلو على شخصية الإمام " علي " حسب زعم الذين كانوا وراء وضع هذه الأساطير وإثبات أن الإمام " عليًا " إنما هو تالي تلو وأحق بخلافة الرسول - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم -من غيره ولذلك يحتفظ بمصحف خاص لا يحتفظ به غيره هذا في ظاهر الأمر ولكنهم في الحقيقة أساؤوا إلى الإمام من ناحية أخرى فعرَّفوا الإمام بأنه يخفي أحكامًا إلهية فيها حدوده وحلاله وحرامه وكل ما تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة ولم يدلي بها إلا لأولاده الذين هم الأئمة والأئمة بدورهم أخفوها عن المسلمين وحتى عن شيعتهم إلى أن اختفت كل تلك العلوم باختفاء الإمام الثاني عشر،
(١) - تفسير البيان: الإمام الخوئي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ٢٢٢ (٢) - سبأ ٢٨ (٣) - المائدة ٣
1 / 134