266

The Safe Interpretation According to the Methodology of Revelation and Authentic Sunna

التفسير المأمون على منهج التنزيل والصحيح المسنون

Editorial

(المؤلف)

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Géneros

وقوله: ﴿نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾.
أصل "الغفر" التغطية والستر، ومنه قيل للبيضة من الحديد التي تتخذ جنّة للرأس "مِغْفَر" لأنها تغطي الرأس وتُجِنُّه. و"الخطايا" جمع "خطية".
قال ابن عباس: (﴿وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾، من كان منكم مُحسنًا زيدَ في إحسانه، ومن كان مخطئًا نغفر له خطيئته).
قال النسفي: (أي من كان محسنًا منكم كانت تلك الكلمة سببًا في زيادة ثوابه، ومن كان مسيئًا كانت له توبة ومغفرة).
وقوله: ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ﴾.
فيه أقوال تؤكدها الأحاديث الصحيحة السابقة:
١ - قال ابن عباس: (أمِروا أن يدخلوا رُكَعًا ويقولوا: حِطَّة. قال: أمروا أن يستغفروا، قال: فجعلوا يدخلون من قبل أستاههم من باب صغير ويقولون: حِنْطة - يستهزئون. فذلك قوله: ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ﴾).
٢ - قال قتادة والحسن: (دخلوها على غير الجهة التي أمروا بها، فدخلوها مُتَزَحِّفِين على أوراكهم، وبدّلوا قولًا غير الذي قيل لهم، فقالوا: حبَّة في شعيرة).
٣ - قال مجاهد: (أمر موسى قومه أن يدخلوا الباب سجَّدًا ويقولوا: حِطَّة، وطوطِئ لهم الباب ليسجدوا، فلم يسجدوا، ودخلوا على أدبارهم، وقالوا: حِنْطَة).
٤ - قال ابن زيد: (﴿وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ﴾، يحطّ الله بها عنكم ذنبكم وخطيئاتكم، قال: فاستهزؤوا به - يعني بموسى - وقالوا: ما يشاء موسى أن يلعب بنا إلا لعب بنا، حِطَّةٌ حِطَّةٌ! أي شيء حطة؟ وقال بعضهم: حنطة).
وقوله: ﴿فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ﴾.
الرِّجز في لغة العرب العذاب. قال ابن عباس: (كل شيء في كتاب الله من "الرجز"، يعني به العذاب). وقال الفراء: (الرجز هو الرجس). وأما أقوال أهل التفسير في ذلك:
١ - الرجز: العذاب. فعن ابن عباس ومجاهد: (أنه العذاب). وعن قتادة: ("رجزًا"، قال: عذابًا).

1 / 268