209

The Safe Interpretation According to the Methodology of Revelation and Authentic Sunna

التفسير المأمون على منهج التنزيل والصحيح المسنون

Editorial

(المؤلف)

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Géneros

والخلاصة: إن آدم ﵇ قد تلقى من ربه كلمات، التوبة والإنابة كما تلقى منه الحمد عند العطاس وكما تلقى منه سبحانه السلام - تحيته وتحية بنيه من بعده -، فقبل منه سبحانه توبته ورضي عن إنابته وعفا عما كان منه.
وقوله: ﴿إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾.
و﴿التَّوَّابُ﴾: هو أن يقبل توبة عبده إليه، ويؤوب له من غضبه عليه إلى الرضا عنه، ومن العقوبة إلى العفو والصفح عنه.
وأما ﴿الرَّحِيمُ﴾: فإنه يعني أنه المتفضل عليه مع التوبة بالرحمة.
قال ابن جرير: (ورحمته إياه، إقالة عثرته، وصفحه عن عقوبة جُرمه).
وقال النسفي: (التواب: الكثير القبول للتوبة).
وقال القاسمي: (في الجمع بين الاسمين - التواب الرحيم - وعد للتائب بالإحسان مع العفو).
وفي الصحيحين عن أنس ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: [للهُ أفْرَحُ بِتَوْبةِ عَبْدِهِ من أحدِكُمْ سَقَطَ على بعيره وقد أَضلَّه في أرض فلاة] (١).
وفي صحيح مسلم عن أبي موسى الأشعري ﵁، عن النبي ﷺ قال: [إنّ الله تعالى يَبْسُطُ يدَه بالليل ليتوبَ مسيءُ النَّهار، ويبسط يدَه بالنهار ليتوبَ مسيءُ الليل حتى تطلعَ الشمس من مَغْرِبها] (٢).
وفيه أيضًا عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: [من تابَ قبل أن تَطْلُعَ الشمس من مَغْرِبها تاب الله عليه] (٣).
وفي جامع الترمذي من حديث عبد الله بن عمر ﵄ عن النبي ﷺ قال: [إن الله ﷿ يقبل توبةَ العبد ما لم يُغَرْغِر (٤)] (٥).

(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (١١/ ٩١)، (١١/ ٩٢)، وأخرجه مسلم في الصحيح (٢٧٤٧).
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم في صحيحه (٢٧٥٩) - كتاب التوبة. باب قبول التوبة من الذنوب.
(٣) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح - حديث رقم - (٢٧٠٣) - كتاب الذكر والدعاء. باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه.
(٤) الغرغرة: هي تردد الروح في الحلق.
(٥) حديث حسن. أخرجه الترمذي (٣٥٣٧)، وأحمد (٦١٦٠) (٦٤٠٠)، وأخرجه ابن ماجة (٤٢٥٣)، وصححه ابن حبان (٢٤٤٩)، والحاكم (٤/ ٢٥٧)، وله شواهد كثيرة.

1 / 211