The Rhetorical System Between Theory and Practice
النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق
Editorial
دار الطباعة المحمدية القاهرة
Número de edición
الأولى ١٤٠٣ هـ
Año de publicación
١٩٨٣ م
Ubicación del editor
مصر
Géneros
وقوله تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ (١).
وقد يكون التأكيد لغرابة الخبر، وحرص المتكلم على أن يؤنس به نفس المخاطب وإن كان المخاطب لا ينكره، ومثله قوله تعالى: ﴿لَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾.
ومنه قوله تعالى يخاطب موسى ﵇ لما رأى أفاعيل السحرة وأوجس في نفسه خيفة قال له الله تعالى: ﴿لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى﴾ (٢).
وقد يكون التوكيد إظهارًا لمعتقد النفس وإبرازًا له لتزداد النفس يقينًا به، لأن مقامها يقتضي ذلك، ومثله قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ (٣).
قال الدكتور أبو موسى: وقد يأتي التوكيد في الجمل التي كأنها نتائج لمقدمات فيلفت إليه وكأنها هي المقصودة والأهم وموضع العناية في السياق، ثم مثل بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ﴾ (٤).
(١) ... الحج: ٣٩. (٢) ... طه: ٦٨. (٣) ... البقرة: ١٥٦. (٤) ... الحج: ٥ - ٦.
1 / 142