The Reformist Call in Najd by Imam Muhammad bin Abdul Wahhab and Its Scholars After Him

Abdullah Al-Mutawa d. Unknown
63

The Reformist Call in Najd by Imam Muhammad bin Abdul Wahhab and Its Scholars After Him

الدعوة الإصلاحية في بلاد نجد على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب وأعلامها من بعده

Editorial

دار التدمرية

Número de edición

الثالثة

Año de publicación

السنة ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

Géneros

فلقد انتهكت فيه المحرمات والحدود، تظاهر بذلك جمع غفير، ولم يكون لأهل العلم تغيير، بل صادموا الحق، وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق١،فمن ذلك ما يفعل عند قبة قبر أبي طالب"من الأشراف"، وهم يعلمون أنه حاكم متعد غاصب، كان يخرج إلى بلدان نجد، ويضع عليهم خراجا، فإن أعطي ما أراد انصرف، وإلا عاداهم وحاربهم، فصاروا يأتون قبره بالسماعات٢والعلامات، يستغيثون به عند حلول المصائب ونزول الكوارث، وكذلك ما يفعل عند قبر المحجوب " في الطائف"؛ يعظمون أمره، ويحذرون سره، ويطلبون عنده الشفاعة٣، ومغفرة الذنوب، وإن التجأ سارق أو متعد

١ يشير الشيخ ابن غنام ﵀ إلى الغالبية من العلماء الذين رضوا بالباطل وزينوه لأقوامهم، وهم الذين صادموا الشيخ محمد ﵀ وعارضوه لما قام بالدعوة الإصلاحية. ٢ المقصود بها: الغناء والطرب، انظر: لسان العرب، لابن منظور، ٨/١٦٢، مادة سمع. ٣ كانت حجة المشركين في القديم والحديث عند توجههم لأصنامهم أو أوليائهم هي طلب الشفاعة عند الله، وحكى الله ذلك عن المشركين بقوله سبحانه: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ [الزمر: ٣]، وقال ﷿: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا﴾ [يونس: ١٨]، ويرد عليهم بأن الله تعالى حين جعل الشفاعة اشترطها بشرطين لا بد من تحققهما لتتحقق هذه الشفاعة وتنفع صاحبها، وهذان الشرطان هما: ١ـ إذن الله تعالى للشافع أن يشفع؛ لأن الشفاعة ملكه ﷾: ﴿قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾ [الزمر: ٤٤] . ٢ـ رضاه ﷿ عن المشفوع فيه بأن يكون موحدا؛ لأن المشرك لا تنفعه الشفاعة، كما في قوله سبحانه: ﴿فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ﴾ [المدثر: ٤٨] . وقال تعالى عن هذين الشرطين: ﴿وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى﴾ [النجم: ٢٦]، وشفاعة النبي ﷺ حق وهي ثابتة في النصوص الشرعية، فهو ﷺ يشفع في أهل الموقف يوم القيامة، ويشفع في أهل الجنة حتى يدخلوها، ويشفع لبعض العصاة من أمته ممن استحقوا النار أن لا يدخلوها، وغيرها من الشفاعات التي للنبي ﷺ، ولمن أذن له الله ﷿ من الأنبياء والصديقين وغيرهم، بعد رضاه سبحانه عن المشفوع له، انظر: تيسير العزيز الحميد، ص٢٧٣، والإرشاد إلى صحيح الاعتقاد، الشيخ د. صالح الفوزان، ص ٢٩٣.

1 / 72