The Refined in Comparative Jurisprudence

Abd al-Karim al-Namlah d. 1435 AH
3

The Refined in Comparative Jurisprudence

المهذب في علم أصول الفقه المقارن

Géneros

ومجانبة الهوى والبدع، كما كان عليه الصحابة ﵃ والتابعون والسلف الصالح. أما علم الفقه: فهو الخير الكثير، وهو الحكمة التي ذكرها الله تعالى بقوله: (من يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا)، وروي عن ابن عباس ﵄ أنه قال: " الحكمة: معرفة الأحكام من الحلال والحرام ". فدرجة العلم هي النهاية في القوة والخيرية، وهو ما أراده الرسول ﷺ بقوله: " من يرد اللَّه به خيرًا يفقهه في الدين "، وقوله: "خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا ". لذلك تجد الصحابة ﵃ قد حرصوا على طلب العلم لما علموا درجته العليا ومنزلته الكبرى، وقصصهم في طلبه والحرص عليه لا تخفى على ذي لب، لا سيما حرص ابن عباس وابن عمر وغيرهما. وعلم الفقه - وهو: معرفة الحلال والحرام من الأحكام - لا يمكن إلا بعد معرفة أدلة الأحكام، ومعرفة أدلة الأحكام وما يتعلق بها هو علم أصول الفقه، فيكون علم أصول الفقه هو أصل لذلك الخير الموجود في الفقه. فبفضله - أي: علم أصول الفقه - يتعلم الفقيه المناهج والأسس والطرق التي يستطيع عن طريقها استنباط الأحكام الفقهية للحوادث المتجددة. وبفضله - أيضًا - يعرف المكلَّف العلَل والحِكَم التي من أجلها شرعت الأحكام الشرعية؛ ليعبد اللَّه تعالى على بصيرة.

المقدمة / 8