70

The Reality of the Ideal and Its Effects

حقيقة المثل الأعلى وآثاره

Editorial

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

والتوكل عمل قلبي إذا استقر في القلب استتبع آثاره الظاهرة والباطنة، وأهمها اثنان: أحدهما: البراءة التامة من الشرك الأكبر في التوكل، وهو الاعتماد على غير الله في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله، وذلك كالاعتماد على الأولياء المزعومين في الحفظ أو النصر أو الرزق أو العافية أو غير ذلك من المطالب التي لا يقدر عليها إلا الله وحده. الثاني: صحة التعامل مع الأسباب، وذلك بالحرص على فعل ما ثبت أنه من الأسباب النافعة شرعا أو قدرا دون اعتماد عليه، أو اعتباره وسيلة مستقلة أو حتمية في حصول المسببات. وفي هذه الثمرة نجاة المسلم من كثير من صور الشرك الخفي، كالاعتماد على الأسباب الظاهرة العادية في حصول آثارها، وكمباشرة بعض الأسباب التي تعتبر شركا أو ذريعة له. روى الإمام أحمد بسنده عن ابن مسعود ﵁ مرفوعا: قال رسول الله ﷺ «إن الرقى والتمائم والتولة شرك» (١). وقد يصل الانحراف في التعامل مع الأسباب بأهله إلى الخروج من الإسلام كلية، وذلك كمن يؤمن بالتأثير الذاتي للأسباب، أو يباشر من الأسباب ما هو مشتمل على الشرك الأكبر، كالرقى والتمائم المشتملة على سؤال غير الله ما لا يقدر عليه إلا الله (٢).

(١) المسند ١/ ٣٨١، وهو حديث صحيح. انظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني ١/ ٥٨٤، ٥٨٥، ح (٣٣١). (٢) انظر في التوكل وما يتعلق به: قواعد الأحكام للعز بن عبد السلام ٢/ ٢١٣، مدارج السالكين لابن القيم ٢/ ١١٧، ١١٨، تيسير العزيز الحميد لعبد العزيز آل الشيخ ص٤٩٥ - ٥٠٥، القول السديد لعبد الرحمن بن سعدي ص٤١، ٤٢.

1 / 77