The Quranic Discourse to the People of the Book and Their Attitude Towards It: Past and Present
الخطاب القرآني لأهل الكتاب وموقفهم منه قديما وحديثا
Géneros
يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ (١).
فهذه النصوص القرآنية تؤكد لنا تأكيدًا قاطعًا أن الكتب السماوية السابقة قد تم تحريفها من قبل أهل الكتاب، وقد وقع هذا التحريف منهم بعد ما عقلوا ما فيها، وعلموا ما حوته هذه الكتب، فبدلوها وحرفوها عن مواضعها بعد علمهم بأنها الحق.
الفرع الثاني: الأدلة على وقوع التحريف من كتبهم السابقة:
لم يكن الشاهد الوحيد على تحريف أهل الكتاب لكتبهم هو القرآن الكريم فقط، بل وردت أدلة على وقوع التحريف من قِبلهم في كتبهم السابقة أيضًا، وشهد عليهم بذلك رسلهم وأنبياؤهم، ومن ذلك شهادة أرميا في سفره (٢٣/ ٢٦) الذي قال لهم: (لقد حرفتم كلام الإله الحي) " (٢).
وجاء أيضًا في سفر الخروج: (٢: ٢٣): " (لا تتبع الكثيرين إلى فعل الشر ولا تجب في دعوى مائلا وراء الكثيرين للتحريف) (٣).
وجاء أيضًا في سفر الخروج: ٦: ٢٣: (لا تحرف حق فقيرك في دعواه) " (٤).
وجاء في سفر أشعيا ١٦: ٢٩: (يا لتحريفكم) (٥).
وجاء في سفر ملاخي ٢: ٨: (أما أنتم فحدتم عن الطريق، وأعثرتم كثيرين بالشريعة، أفسدتم عهد لاوي، قال رب الجنود (٩: ٢) فأنا أيضًا صيرتكم محتقرين ودنيئين عند كل الشعب، كما أنكم لم تحفظوا طرقي بل حابيتم في الشريعة) (٦).
(١) سورة المائدة الآية: (٤١). (٢) انظر: لتفسدن في الأرض مرتين، (ص: ١٩٣)، المؤلف: محمد علي دولة، الناشر: دار القلم دمشق، الطبعة الأولى عام (١٤٢٨ هـ ٢٠٠٧ م). (٣) انظر: سفر الخروج: (٢: ٢٣) موسوعة الكتاب المقدس، (١/ ١٥٤) مرجع سابق. (٤) انظر: كتاب الإنجيل والصليب (ص: ٣٩) مرجع سابق. (٥) انظر: موسوعة الكتاب المقدس، (٣/ ٣٧). (٦) انظر: سفر ملاخي (٢: ٨) موسوعة الكتاب المقدس، (٣/ ٣٣٧) مرجع سابق، كتاب عنصرية أهل الكتاب في تحريف اسم الذبيح من إسماعيل إلى إسحاق (ص: ٨٢) المؤلف: عبد الله بن عبد الرحمن السليماني، الناشر: مؤسسة الأقطاب للتجارة، الطبعة الأولى لعام: (١٤٢٧ هـ ٢٠٠٦ م).
1 / 212