The Pure Rhetoric in Meanings, Clarity, and Elocution

حسن إسماعيل عبد الرازق d. 1429 AH
19

The Pure Rhetoric in Meanings, Clarity, and Elocution

البلاغة الصافية في المعاني والبيان والبديع

Editorial

المكتبة الأزهرية للتراث القاهرة

Número de edición

سنة ٢٠٠٦ م

Ubicación del editor

مصر

Géneros

يعرف بيض العصفور ولا يعرف بيض الثعبان: (بيض الثعبان كبيض العصفور). وكأن تشبه ثوبًا آخر، في بياضه (أو سواده). وكما في قول امرئ القيس: كأن قلوب الطير رطبًا ويابسًا ... لدى وكرها العناب والحشف البالي فقد شبه الشاعر الرطب من قلوب الطير واليابس منها بالعناب والحشف البالي لبيان حالها وما عليها من الأوصاف كالشكل والمقدار، واللون وكما في قول النابغة الذبياني يمدح النعمان بن المنذر: كأنك شمس والملوك كواكب ... إذا طلعت لم يبد منهن كوكب فقد شبه الشاعر النعمان بن المنذر بين سائر الملوك بالشمس بين كواكب ووجه الشبه: هو الهيئة الحاصلة من الشيء الحقير يتلاشى ويختفي عند وجود الشيء الخطير. والغرض هنا هو بيان حال النعمان مع سائر الملوك، وأنه إذا ظهر بينهم تضاءلوا أمامه وطغى أمره على أمرهم. (٢) بيان إمكان الشبه: والمقصود به هو: بيان أن وجود المشبه ممكن، وذلك في كل أمر غريب يمكن أن يخالف فيه، ويدعي أنه غير ممكن، كقول أبي الطيب المتنبي من قصيدة يرثى بها والدة سيف الدولة الحمداني: رأيتك في الذين أرى ملوكًا ... كأنك مستقيم في محال فإن تفق الأنام وأنت منهم ... فإن المسك بعض دم الغزال فقد أراد أبو الطيب أن يقول: إن سيف الدولة قد فاق الناس بحيث لم يبق بينه وبينهم مشابهة، بل صار أصلًا برأسه وجنسًا بمفرده، وهذا في الظاهر ممتنع لاستبعاد أن تتناهى بعض آحاد النوع في الفضائل الخاصة بذلك النوع إلى أن يصير كأنه ليس منها، فاحتج لهذه الدعوى وبين إمكانها بأن شبه حاله بحال المسك الذي هو الطيب الغالي النفيس الذي أصله نوع من الدماء، ومع أنه لا يعدو منها لما فيه

1 / 19