48

The Prophet's Vision of His Lord

رؤية النبي ﷺ لربه

Editorial

أضواء السلف،الرياض

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

أن النفي لا يوجب علما، والإثبات هو الذي يوجب العلم"١. وقال القاضي أبو يعلى: "وما رويناه عن ابن عباس أولى مما روي عن عائشة. لأنه مثبت والمثبت مقدم على النافي"٢ وقال البيجوري في شرحه على جوهرة التوحيد: "وقد نفت السيدة عائشة ﵂ وقوعها له ﷺ لكن قدم عليها ابن عباس؛ لأنه مثبت والقاعدة: أن المثبت مقدم على النافي"٣. قال الصاوي في حاشيته على تفسير الجلالين: " ... واختلف في تلك الرؤية، فقيل رآه بعينه حقيقة، وهو قول جمهور الصحابة والتابعين منهم ابن عباس، وأنس بن مالك، والحسن، وغيرهم ... وقيل: لم يره بعينه، وهو قول عائشة ﵂، والصحيح الأول، لأن المثبت مقدم على النافي"٤. الوقفة الخامسة: الجمع مقدم في حال التعارض. في حال وجود الخلاف فإن الجمع أولى من الترجيح في حال التعارض إذا كان ممكنًا، وهذا ما دعى بعض العلماء إلى حمل نفي عائشة على الرؤية البصرية، وإثبات ابن عباس على الرؤية القلبية، وبهذا يزول التعارض بين القولين. وممن أخذ بهذا الجمع شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، وابن أبي العز، وابن كثير، وابن حجر، والسفاريني، والشنقيطي وغيرهم، وقد تقدم ذكر أقوالهم.

١ التوحيد لابن خزيمة ٢/٥٥٦. ٢ إبطال التأويلات (١ / ١١٤) ٣ شرح جوهرة التوحيد ص ١١٨ ٤ حاشية الصاوي على تفسير الجلالين ٤/١٣٧.

1 / 52