105

The Prophetic Biography between Narrated Traditions and Quranic Verses

السيرة النبوية بين الآثار المروية والآيات القرآنية

Géneros

﵇: "إن كل ذلك إلا خرافات وأباطيل تمجها الآذان، وتردها العقول والأذهان، ويل لمن لاكها ولفقها أو سمعها وصدقها" (١).
ونثنى عنان الكلام إلى وجهة أخرى، لنحرر بها بقية الكلام الموصل إلى تلك النتيجة من عصمة يوسف لنردفها بما يتعلق بعصمة النبي ﷺ، ونبين بها بقية الأدلة على ذلك، بتحليل بقية الآيات ومقارنتها ببعضها، لتستنير بذلك الصورة كاملة أو تضيء كافة جوانبها بما لا يدع مجالًا للشك في عصمة الأنبياء، ومقدمهم في ذلك سيدنا رسول الله ﷺ، وهي تحمل في ظاهرها ومطاويها الردود الجازمة على المستشرقين، حيث قررت أن أضرب صفحًا عن ذكر كلامهم، لعدم موضوعيته ولعدم حيدته، مع شدة تهافته، إلا ما كان جديرًا بالنظر فنشير إليه في حينه.
نبدأ هذه الأدلة بكلام الإمام الرازي ﵀ حيث يقول: القول الرابع: أن كل من كان له تعلق بتلك الواقعة فقد شهد ببراءة يوسف ﵇ من المعصية.
واعلم أن الذين لهم تعلق بهذه الواقعة: يوسف ﵇، وتلك المرأة وزوجها، والنسوة، والشهود، ورب العالمين شهد ببراءته عن الذنب، وإبليس أقر ببراءته أيضًا عن المعصية (٢).
أما بيان أن يوسف ﵇ ادَّعى البراءة عن الذنب فهو فيما يلي:
أولًا: قوله: ﴿هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي﴾ والمراودة قبل الهم، فهو تبرئه لنفسه في هذا المقام عن المراودة، وعن الهم من باب الأولى، أي هي راودتني، أنا لم أراودها، أنا لم أفعل شيئًا، أنا نصحتها لم ترتدع، أنا جريت منها كما ترون عندما همت بي، ولو كان هناك أدنى تعلق يتعلق

(١) العلامة أبو السعود "إرشاد العقل السليم" (٩٥، ٩٦/ ٣).
(٢) انظر الفخر الرازي "مفاتيح الغيب" (٢٦ - ٢٨/ ٩).

1 / 110