214

The Prophetic Biography and the Call in the Meccan Era

السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي

Editorial

مؤسسة الرسالة

Número de edición

الأولى ١٤٢٤هـ

Año de publicación

٢٠٠٣م

Géneros

اشتراك محمد ﷺ في حرب الفجار: هاجت حرب الفجار وعمر محمد ﷺ خمسة عشر عاما، وانتهت وهو في العشرين من عمره. والروايات عن اشتراك محمد ﷺ في هذه الحرب كثيرة، يذكر ابن هشام أن رسول الله ﷺ اشترك في هذه الحرب دفاعا عن أعمامه؛ حيث يقول ﷺ: "كنت أنبل على أعمامي" أي: أرد عنهم نبل عدوهم إذا رموهم بها١. ويقول ابن سعد: إن محمدا حضر الحرب مع أعمامه، ورمى بالسهام٢. وأرى -والله أعلم- أن اشتراك النبي ﷺ في حرب الفجار كان لمساعدة أعمامه بإعداد النبال لهم والدفاع عنهم، من غير عدوان على أحد من خصوم قومه، أو محاولة النيل منهم على غرة، ومع ذلك كان ﷺ يقول: "ما أحب أني لم أكن فعلت" ٣. إن الله الذي صرف محمدا ﷺ في شبابه عن كل ما كانت الجاهلية تفعله هو سبحانه الذي أبعده عن الفجور في هذه الأيام، وإنما كان اشتراكه -والله أعلم- لتحقيق بعض الفوائد، ومن أهمها: ١- مخالطة قبائل العرب بسائر أفرادها، الكبار والصغار، حين تجمعهم للحرب والقتال؛ لمعرفة أحوالهم وطبائعهم، وطرق تفكيرهم في هذه الظروف العصيبة. ٢- معركة كيفية نظم الحرب التي يباشرها العرب؛ حيث سيحتاج إلى هذه المعرفة فيما بعد.

١ سيرة ابن هشام ج١ ص٢١٠. ٢ الطبقات الكبرى ج١ ص١٢٨. ٣ الطبقات الكبرى ج١ ص١٢٨.

1 / 226