التروك النبوية «تأصيلا وتطبيقا»
التروك النبوية «تأصيلا وتطبيقا»
Editorial
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
Géneros
يتجه على هذا المفهوم (١).
تكلم الدكتور الأشقر في رسالته (أفعال الرسول ﷺ) عن الترك باعتباره أحد أقسام الفعل، ومع أنه قد بين أن الترك من النبي ﷺ على نوعين: "العدمي" و"الوجودي"، إلا أنه لم يتناول النوع الأول لأنه غير داخل في دراسته، وذلك لأنه ليس بفعل، فهو خارج عن نطاق بحثه.
أما الترك الوجودي: وهو الكف الذي له تعلق بأفعال الرسول ﷺ فقد عرفه بـ: "أن يقع الشيء، ويوجد المقتضي للفعل أو القول، فيترك النبي الفعل والقول، ويمتنع عنهما" (٢).
ثم بين أن هذا القسم يشمل ترك الفعل، وترك القول الذي هو السكوت، والسكوت يشمل ترك الإنكار الذي تناوله الأصوليون بالدراسة تحت باب الإقرار وإن كان قد أفرده بفصل مستقل متابعة للأصوليين في صنيعهم.
أما الشيخ الغماري فقد عرف الترك بقوله: "أن يترك النبي ﷺ شيئًا، [لم يفعله] (٣)، أو يتركه السلف الصالح من غير أن يأتي حديث أو أثر بالنهي عن ذلك الشيء المتروك يقتضي تحريمه أو كراهته" (٤).
(١) علمت أن للدكتور محمد العروسي عبد القادر كتابًا عن أفعال الرسول ﷺ، تكلم فيه عن الترك، ولم أصل إلى نسخة منه بعد طول بحث، ولم أجد على شبكة الإنترنت سوى فهرسًا للكتاب، ولذا فلم أتمكن من الاطلاع على تعريفه لترك النبي ﷺ. (٢) أفعال الرسول ﷺ ودلالتها على الأحكام: محمد سليمان الأشقر: ورسالة الدكتوراه من الجامعة الأزهرية، مؤسسة الرسالة، ط. السادسة (١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م) (٢/ ٤٧). (٣) هكذا في تعريفه، ولعل الأصوب أن يقول: "فلا يفعله". (٤) حسن التفهم والدرك لمسألة الترك: أبو الفضل عبد الله محمد الصديق الغماري، مطبوعة =
1 / 129