148

التروك النبوية «تأصيلا وتطبيقا»

التروك النبوية «تأصيلا وتطبيقا»

Editorial

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Géneros

يقول وجوب الفعل لم يثبت في حقنا بفعله، بل ثبت الوجوب بدليل قولي، فإن قال ذلك: قيل له: أنتم ذكرتم أن الاتباع هو الموافقة في الصورة الظاهرة دون الحكم، فالذي فعل ذلك الفعل لكون النبي ﷺ قد فعله؛ لما أوقعه على وجه الوجوب كان متابعًا للنبي ﷺ أم لا؟ فإن قال لا خالف ما ذهب إليه (١)، وإن قال نعم خالف ما ذهب إليه (٢). ولا مخرج من هذا إلا بالقول بوجوب الاتباع على طريقة أصحاب الاتجاه الأولى من اشتراط الموافقة في حكم الفعل. خامسًا: لا يلزم من القول بوجوب الاتباع القول بأن الأفعال النبوية ليست أدلة بمجردها، وأنه لابد من اشتراط معرفة الوجه، لما أورده أبو شامة من إلزامات، يُوافق عليها، بل يكفي في ذلك أن تحمل على الندب حيث لا دليل يتناول الفعل من الخارج. سادسًا: القول بوجوب الاتباع هو المناسب لما ورد من آيات فيها الأمر بالاتباع، فحمل كل تلك الآيات على الندب - كما يذهب إليه أبو شامة - مجازفة عظيمة، وبالرجوع إلى أقوال المفسرين لم أجد من فسر مثلًا قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي﴾ [آل عمران: ٣١] بأنها على الاستحباب، لكنهم يذكرون معنى غير الذي يذكره أهل الأصول، وهو اتباع شريعة النبي ﷺ

= بالإجماع هنا الاتفاق بين طرفي الخلاف في هذا المعنى). (١) من أن المتابعة يكفي فيها الصورة الظاهرة فقط. (٢) من كون اتباع النبي ﷺ لا يكون واجبًا.

1 / 119