The Phenomenon of Madd in Quranic Performance: A Phonetic Study of the Temporal Duration of Madd Al-Aaridh Lil-Sukoon
ظاهرة المد في الأداء القرآني دراسة صوتية للمدة الزمنية للمد العارض للسكون
Editorial
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Número de edición
العدد ١٢٠-السنة ٣٥
Año de publicación
١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م
Géneros
المقدّمة
يحاول هذا البحث - بطريق التجريب والتطبيق - أن يقف - بدقة - على المدة الزمنية لصوت المد فيما يعرف بالمد العارض للسكون الذي رأى القراء أنه يجوز مده بمقدار حركتين وأربع وست حركات، وقد استطاع هذا البحث أن يتعامل - بدقة - مع هذا المقدار الزمني المعطى لصوت المد الذي قدره علماء القراءات بالحركة في ضوء حساب الآلة المقدر بجزء من عشرة آلاف من الثانية، وذلك في قراءة أربعة من القراء المجيدين المعاصرين. وقد قسم هذا البحث: إلى قسمين رئيسين:
١. قسم نظري: اشتمل على مقدمة عن المد العارض للسكون وأوجهه وأحكام كل وجه منه، والمقدار الذي يجوز مده عند علماء القراءات.
٢. قسم تجريبي تطبيقي: قام على إدخال نص من القرآن الكريم (هو سورة هود - عليه وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة وأتم التسليم) كلها برواية حفص عن عاصم بن أبي النجود مقروءة بأصوات أربعة من القراء هم على الترتيب (الشيخ محمود خليل الحصري، والشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد - يرحمهم الله جميعا - والشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي - أمد الله في عمره -) إلى المعمل الصوتي (Sona - Graph Model ٥٥٠٠) وذلك بهدف الوقوف - بجلاء –.
٣. على المتوسط العام للمدة الزمنية محسوبة بجزء من عشرة آلاف من الثانية للمد العارض للسكون في الآيات القرآنية التي وردت في السورة المذكورة في السياقات الأدائية التي تعرض لصوت المد في هذا النوع من المدود في الأداء.
1 / 395
١. أهداف البحث: يتكون النظام الصوتي لأصوات اللغة العربية وسواها من اللغات المنطوقة من دعامتين أساسيتين:
١. فونيمات قطعية (Segmental Phonames) ويقصد بها الصوامت والصوائت في اللغة.
٢. فونيمات فوقطعية (Supra Segmental) وتشتمل على الفواصل والنبرات والنغمات، وهي ظواهر غير واضحة في أبجديتها ولكنها متصلة ومصاحبة للنطق والأداء١، وحينما نتكلم فإننا لا نصدر أصواتا أو فونيمات قطعية ذات أصوات مفردة منعزلة لأن الكلام - في أدائه الصحيح حسب نظام أصوات اللغة المنطوقة - مكون من سلسلة من الأصوات المتعاقبة المتتابعة التي يأخذ بعضها بحجز بعض في تناسق وترتيب دقيقين حتى ليخال للمتأمل في النشاط الكلامي الإنساني أن وضع حواجز وحدود واضحة ودقيقة بين مقطع أو صوت وآخر في النشاط الأدائي للكلام أمر بالغ الصعوبة ذلك لأن المتكلم بأصوات لغته الأم أثناء كلامه يصبغ فونيمات اللغة القطعية جميعها بألوان لا تحصى من الفونيمات الفوقطعية٢ جميعها كالضغط على بعض المقاطع الصوتية دون بعض أو علو درجة الصوت وموسيقاه أو انخفاضهما وكذا اختلاف مواطن الفصل والوصل بين الوحدات الصوتية المتتابعة وكل ذلك يساعد المتكلم والمتلقي على:
أ. إبراز المعاني وتجليتها: لعل من أهم وظائف الفونيمات الفوقطعية في اللغة أنها تعمل على إيضاح كثير من المعاني التي لم يسطع المتكلم بيانها والإفصاح
_________
. ١Lade Foged، P. (A course in Phonetics) .١٩٧٥ P:٣٠.
٢Fujimora، Osama. Syllables as concatenative Phonetics Units. written in ١٩٧٧ PP: ٣٧٠.
1 / 396
عنها في أحيان كثيرة من خلال أنظمة اللغة الأخرى كالصوامت والصوائت ...إلخ، وأي إخلال بهذه الطرق الأدائية التي يقتضيها نظام اللغة أو بعضها أو اللحن فيها يؤدي إلى صعوبة فهم المعنى المراد من الكلام أو تعذره، وإذا كان ما يحدد وظيفة الفونيم في اللغة هو قدرته على تغيير المعنى سواء أكان فونيما قطعيا أم فوقطعيا١ فإننا نرى أن معرفة مواطن الفصل والوصل (الوقف والابتداء) مما يعين على فهم المراد من الكلام ولا يتم إدراك المعاني إلا به فربما وقف المتكلم قبل تمام المعنى ولا يصل ما وقف عليه مما بعده حتى ينتهي إلى ما يصح أن يقف عنده وعندئذ لا يفهم هو ما يقول ولا يفهمه السامع بل ربما يفهم من هذا الوقف معنى آخر غير المعنى المراد وهذا في الكلام العادي فكيف إذا كان ذلك فيما يتعلق بفهم كتاب الله الكريم والوقوف على مراد الله تعالى به، والأمثلة على ذلك كثيرة ومنها - مثلا - أن يقرأ أحدهم قوله تعالى: ﴿يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ فيقف على ﴿الظَّالِمِينَ﴾ . أو أن يقرأ أحدهم قوله تعالى: ﴿وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ﴾ فيقف على ﴿وَإِذَا غَرَبَتْ﴾ .
ب. أهمية الوقفة (المفصل) بين أجزاء الكلام: - ولأن الوقفة تغير أحيانا المعنى وقد تضيف معاني أخرى فقد أدرك القدماء من المهتمين بفنون القول والمعنيين بطرق الأداء فيه من الخلفاء والخطباء والكتاب وأئمة القراء ما للوصل والفصل في اللغة العربية من أهمية في تغير المعنى فحضوا على تفقد مواطنه من الكلام، وأوجبوا على القارىء لآي القرآن الكريم معرفة الوقف والابتداء لما
_________
. ١Lass Roger. Phonology (An Introduction to basic concepts) .١٩٨٤ PP ٢٤٨.
1 / 397
جاء في ذلك من الآثار الواردة عن الصحابة ﵃ والتابعين وأئمة البلاغة وأصحاب البيان فقد ثبت أن الإمام عليا كرم الله وجهه لما سئل عن قوله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ قال: الترتيل معناه تجويد الحروف ومعرفة الوقوف١. وما رواه ابن أبي مليكة عن أم سلمة ﵂ حين سئلت عن قراءة رسول الله ﷺ قالت: كان رسول ﷺ يقطع قراءته ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ - ثم يقف - ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ - ثم يقف - وكان يقرأ ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ ٢، وفي رواية أخرى قالت: قراءة رسول الله ﷺ: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ . يقطع قراءته آية آية ٣. وروى الحافظ ابن الجزري ﵀ قول ابن عمر ﵄: لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على النبي ﷺ فيتعلم حلا لها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يوقف عنده منها. ويعلق على ذلك ابن الجزري ﵀: ففي كلام علي ﵁ دليل على وجوب تعلمه ومعرفته، وفي كلام ابن عمر برهان على أن تعلمه إجماع من الصابة ﵃ ...٤، وقال معاوية ﵁: قم يا أشدق عند قروم العرب وجحاجحها فسل لسانك وجل في ميادين البلاغة وليكن التفقد لمقاطع الكلام منك على بال فإني شهدت رسول الله ﷺ أملى
_________
١ النشر في القراءات العشر. ابن الجزري. دار الفكر ١م٢٢٥.
٢ صحيح الترمذي - رقم ٢٩٥٤.
٣ جامع الأصول في أحاديث الرسول. ابن الأثير، مجد الدين أبو السعادات. تح. عبد القادر الأرناؤوط. ج٢ ص: ٤٦٣.
٤ النشر ١/٢٢٥.
1 / 398
على علي بن أبي طالب ﵁ كتابا وكان يتفقد مقطع الكلام كتفقد المصرم صريمته. ونسب إلى الأحنف بن قيس أنه قال: ما رأيت رجلا تكلم فأحسن الوقوف عند مقاطع الكلام ولا عرف حدوده إلا عمرو بن العاص رضي الله عنه١. وصح بل تواتر - كما يقول الحافظ ابن الجزري ﵀ - عند أهل الأداء وأئمة القراءة تعلم الوقف والابتداء والاعتناء به من السلف الصالح كأبي جعفر يزيد بن القعقاع إمام أهل المدينة الذي هو من أعيان التابعين وصاحبه الإمام نافع بن نعيم، وأبي عمرو بن العلاء، ويعقوب الحضرمي، وعاصم بن أبي النجود وغيرهم من الأئمة٢. وقال يزيد بن معاوية: إياكم وغيركم من أن تجعلوا الفصل وصلا فإنه أشد وأعيب من اللحن ... وكان أكثم بن صيفي إذا كاتب ملك الجاهلية يقول لكاتبه: افصلوا بين كل منقض معنى، وصلوا إذا كان الكلام معجونا بعضه ببعض... ونسب إلى أبي العباس السفاح قوله: قف عند مقاطع الكلام وحدوده وإياك أن تخلط المرعي بالمهمل ومن حلية البلاغة المعرفة بمواضع الفصل والوصل... وقال المأمون: إن البلاغة إذا اعتزلتها المعرفة بمواضع الفصل والوصل كانت كاللآليء بلا نظام ... وسئل الفارسي ما البلاغة؟ فقال: معرفة الفصل من الوصل. ونسب إلى المأمون أيضا قوله: ما أتفحص من رجل شيئا كتفحصي عن الفصل والوصل في كتابه. ومما قاله الحسن بن سهل لكاتبه الحراني لما سأله ما منزلة الكاتب في قوله وفعله: أن يكون مطبوعا محنكا بالتجربة عالما بحلال الكتاب والسنة وطريقها وبالدهور في تداولها وتصرفها والملوك في سيرها وأيامها مع براعة اللفظ وحسن التنسيق
_________
١ كتاب الصناعتين. أبو هلال العسكري. الأستانة. ١٣١٩ هـ. ص: ٣٤٦.
٢ النشر ١/٢٢٥.
1 / 399
وتأليف الأوصال بمشاكلة الاستعارة وشرح المعنى حتى تنصب صدورها بمقاطع الكلام ومعرفة الفصل من الوصل فإذا كان ذلك فهو كاتب مجيد ... والقول إذا استعمل آلته واستتم معناه فالفصل عنده١.
يتبين لنا - بوضوح - من هذه النصوص وغيرها مما لا يعدم الباحث وجودها إن طلبها في مظانها من الكتب والمصادر القديمة - اهتمام المشتغلين بفنون القول - عامة - والمعنيين بأداء الكلام العربي - حسب ما تقتضيه أنظمة الأداء في اللغة العربية - بهذه المسألة اللغوية وذلك لما للوصل والوصل من أهمية في تغير المعنى، ومن ثم اعتنى بعلم الوقف والابتداء وتعلمه والعمل به المتقدمون والمتأخرون من أئمة أهل الإقراء فأفردوه بالتصنيف الخاص به منهم الإمام أبو بكر بن الأنباري والإمام أبو جعفر النحاس والحافظ أبو عمرو الداني والحافظ ابن الجزري وابنه العلامة الشيخ أحمد المعروف بابن الناظم وشيخ الإسلام أبو زكريا الأنصاري والعلامة المحقق الشيخ أحمد بن عبد الكريم الأشموني وخلق غير هؤلاء ﵏ أجمعين -٢. والأصل في الوقف السكون. أما الروم والإشمام فلبيان الحركة التي هي للحرف وقد أخفاها السكون٣، والملاحظ من جهود هؤلاء القدماء أن جل اهتمامهم كان منصبا على خدمة القرآن الكريم ولهذا نجدهم اجتهدوا في وضع علامات الوقف الواجب والجائز والممتنع في المصحف الكريم وقسموه إلى: وقف اختياري واضطراري٤ لأن الكلام إما أن يتم أولا،
_________
١ كتاب الصناعتين ص: ٣٤٦ وما بعدها. وهداية القارئ إلى تجويد كلام البارئ. عبد الفتاح المرصفي. دار النصر للطباعة الإسلامية. ط١ ص: ٣٦٩.
٢ هداية القاريء ص: ٣٦٩.
٣ من كلام أحد المحكمين للبحث.
٤ النشر ١/٢٢٥ وما بعدها.
1 / 400
فإن تم كان اختياريا، وكونه تاما لا يخلو إما أن لا يكون له تعلق بما بعده ألبتة أي لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى نحو قوله تعالى: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ وقوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾، وأكثر ما يوجد هذا النوع في رؤوس الآي، وعند انقضاء القصص، ويسمى هذا النوع من الوقف بالتام لتمامه المطلق يوقف عليه ويبتدأ بما بعده. فإن كان له تعلق فلا يخلو هذا التعلق إما أن يكون من جهة المعنى فقط نحو قوله تعالى: ﴿أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِم﴾ فآخر الآية كلام تام ليس له تعلق بما بعده لفظا ولكنه متعلق من جهة المعنى لأن كلا منهما إخبار عن حال الكفار، فالوقف في هذه الآية على قوله تعالى: ﴿يُؤْمِنُون﴾ والابتداء بقوله تعالى: ﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِم﴾، وسمي كافيا للاكتفاء به عما بعده واستغناء ما بعده عنه وهو كالتام في جواز الوقف عليه والابتداء بما بعده. أما إن كان التعلق من جهة اللفظ فقط نحو الوقف على قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ وعلى ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ وعلى ﴿الرَّحْمَنِ﴾ يفهم ولك الابتداء بقوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ و﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ و﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ و﴿الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ و﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾ لا يحسن لتعلقه لفظا فإنه تابع لما قبله إلا ما كان من ذلك رأس آية فالابتداء به سنة، ويسمى هذا النوع من الوقف بالوقف الحسن لأنه في نفسه حسن مفيد يجوز الوقف عليه دون الابتداء بما بعده للتعلق اللفظي إلا أن يكون رأس آية - كما أشرنا - فإنه يجوز في اختيار أكثر أهل الأداء. فإن لم يتم الكلام لتعلق معناه بما بعده لفظا ومعنى كالوقف على المضاف دون المضاف إليه أو على المبتدأ دون خبره أو على الفعل دون فاعله كالوقف على ﴿الْحَمْدُ﴾ من ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾، أو على لفظ ﴿بِسْمِ﴾ من ﴿بِسْمِ اللَّه﴾ وهكذا كل ما لا يفهم منه معنى لأنه لا يعلم إلى أي شيء أضيف، فالوقف عليه قبيح لا يجوز
1 / 401
تعمده إلا لضرورة كانقطاع نفس أو عطاس أو نحو ذلك فيوقف عليه للضرورة ويسمى (وقف ضرورة) . فإذا وقف (اختياريا أو اضطراريا) على آخر الكلمة في آي القرآن الكريم، وكان ما قبل هذا الحرف الأخير حرف مد أو لين جاز مد الصوت به أو قصره، فالقصر: حركتين، والمد ويشمل: التوسط: وهو بمقدار أربع حركات، والإشباع: وهو بمقدار ست حركات - كما أشرنا إلى ذلك فيما سبق.
1 / 402
التعريف بالمد العارض للسكون: حده، أقسامه، أحكام المد به عند القراء
حده وأقسامه:
المد العارض للسكون ويقال له أيضا الجائز والعارض١، وسمي عارضا لعروض سببه في الوقف وهو السكون، وجائزا لجواز قصره ومده عند كل القراء٢، ويعنون به: أن يقع سكون عارض للوقف على الحرف بعد حرف المد - قيل - وحده٣ - وهو الغالب - أو اللين - عند بعضهم -٤، وذلك بأن يكون الحرف قبل الأخير من الكلمة حرف مد - غالبا - أو لين - على قول -، والحرف الأخير متحرك طبعا، فإن درجنا الكلام ووصلنا الكلمة بما بعدها كان طبيعيا، وإن وقفنا على الحرف الأخير بالسكون صار المد الذي قبل الحرف الأخير مدا بسبب السكون العارض، فمثال حرف المد نحو قوله تعالى: ﴿يُذْهِبْنَ السَّيِّئَات﴾ - سورة هود - آية - ١١٥، وقوله تعالى: ﴿بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ﴾ - هود - آية - ٤٥، وقوله تعالى: ﴿وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ﴾ - هود - آية - ٣٩ وقوله تعالى: ﴿أَلا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ﴾ - هود - آية - ٦٠. ومثال حرف اللين قوله تعالى: ﴿عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ - هود - آية - ٣٧. ويدخل فيه ما إذا كان
_________
١ النشر ١/٣٣٥.
٢ هداية القاريء ط١ ص:٣٠٧.
٣ نفسه ص:٣٠٧.
٤ حق التلاوة. حسني عثمان. طباعة شركة المطابع النموذجية. عمان - الأردن. ص: ٧٧. وانظر أيضا "أسنى المعارج إلى معرفة صفات الحروف والمخارج" لعبد الرقيب مقبنة. دار الروائع - دمشق - سنة ١٤٠٧هـ. ص:٢٢.
1 / 403
الساكن في همز بعد حرف المد نحو قوله تعالى: ﴿وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ﴾ - هود - آية - ٧، وقوله تعالى: ﴿مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاءِ﴾ - هود - آية - ١٠٩.
حكمه:
وهذا النوع من المد جائز باتفاق أهل الأداء من أئمة القراء فيجوز مده وقصره عند كل القراء، والأفضل فيه الست وهو التام١، وفيه ثلاثة أوجه٢:
الأول: القصر ومقداره حركتان. الثاني: التوسط ومقداره أربع حركات. الثالث: الإشباع ومقداره ست حركات. وتجري هذه الأوجه الثلاثة على هذا الترتيب في كل مد عارض للسكون إلا المد العارض للسكون الذي أصله المد المتصل الموقوف على همز كقوله تعالى: ﴿يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ﴾ - هود - آية - ٤٣. فلا يجوز فيه القصر بحال حالة الوقف على آخر الكلمة ﴿الْمَاءِ﴾ بالسكون، وإنما يخير القارئ فيه وأمثاله بين التوسط والإشباع وما دونهما. وبالنسبة لحفص عن عاصم فيجوز له المد وقفا بقدر أربع حركات أو خمس أو ست٣. ووجه القصر (وهو حركتان) نظرا لعروض السكون فلا يعتد به لأن مع الوقف يجوز فيه التقاء الساكنين مطلقا٤، ومع الوصل يصير مدا طبيعيا٥، وهذا الوجه
_________
١ أسنى المعارج إلى معرفة صفات الحروف والمخارج. ص: ٢٢ وما بعدها.
٢ النشر ١/٣٣٥، وانظر هداية القاريء ص: ٣٠٨.
٣ هداية القاريء ص:٣٠٨.
٤ النشر١/٣٣٥. والكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها لمكي بن أبي طالب. ط٢. ١/٦٢.
٥ غاية المريد في علم التجويد. عطية نصر. دار الحرمين للطباعة - القاهرة. ط٤ سنة ١٤١٣هـ. ص: ١٠٣.
1 / 404
يستحب في القراءة مع مرتبة الحدر، ووجه التوسط (أربع حركات) لمراعاة اجتماع الساكنين مع ملاحظة كونه عارضا فحط عن الأصل وأصبح لا هو معدوم مطلقا حتى يكون كالمد الطبيعي ولا هو موجود دائما حتى يكون أصليا فيمد ست حركات كاللازم وملاحظة عروضه جعلته في مرتبة متوسطة، وهذا الوجه يستحب في القراءة مع مرتبة التدوير. ووجه الإشباع (ست حركات) كاللازم لاجتماع الساكنين اعتدادا بالعارض حيث يلتقي ساكنان فيلزم المد الطويل للتخلص من التقاء الساكنين، وهذا الوجه في القراءة يستحب مع مرتبة الترتيل١.
_________
١ شرح الشاطبية. علي محمد الضباع. مطبعة محمد علي صبيح. ص: ٥٣ز وانظر أيضا النشر ١/٣٣٥.
الأوجه الجائزة في المد العارض للسكون: المد العارض للسكون - بالمعنى الذي حدد سابقًا - لا يخلو إما أن يكون سكونه العارض في همز (وهو المد المتصل الموقوف فيه على همزة) نحو قوله تعالى: ﴿وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ﴾ - سورة هود - آية - ٧، وقوله تعالى: ﴿مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاءِ﴾ - هود - آية - ١٠٩، وهذا بخلاف قوله تعالى: ﴿مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ﴾ - مريم - آية - ٢٨، أو يكون هاء تأنيث نحو قوله تعالى: ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ﴾ - إبراهيم - آية - ٤٠، أو هاء ضمير نحو قوله تعالى: ﴿ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ﴾ - هود - آية - ٢، أو يكون غير ذلك نحو قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾ - هود - آية - ١٢، فإن كان المد العارض للسكون في غير ما آخره همز فيما يسمى المد المتصل الموقوف على همزة نحو قوله تعالى: ﴿وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ﴾ - هود - آية - ٢٩، فإن كان آخر الكلمة التي فيها المد العارض
الأوجه الجائزة في المد العارض للسكون: المد العارض للسكون - بالمعنى الذي حدد سابقًا - لا يخلو إما أن يكون سكونه العارض في همز (وهو المد المتصل الموقوف فيه على همزة) نحو قوله تعالى: ﴿وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ﴾ - سورة هود - آية - ٧، وقوله تعالى: ﴿مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاءِ﴾ - هود - آية - ١٠٩، وهذا بخلاف قوله تعالى: ﴿مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ﴾ - مريم - آية - ٢٨، أو يكون هاء تأنيث نحو قوله تعالى: ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ﴾ - إبراهيم - آية - ٤٠، أو هاء ضمير نحو قوله تعالى: ﴿ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ﴾ - هود - آية - ٢، أو يكون غير ذلك نحو قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾ - هود - آية - ١٢، فإن كان المد العارض للسكون في غير ما آخره همز فيما يسمى المد المتصل الموقوف على همزة نحو قوله تعالى: ﴿وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ﴾ - هود - آية - ٢٩، فإن كان آخر الكلمة التي فيها المد العارض
1 / 405
للسكون مفتوحا سواء أكانت فتحة إعراب نحو قوله تعالى: ﴿أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ﴾ - هود - آية - ٨٥، وقوله تعالى: ﴿فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ﴾ - هود - آية - ٩٨، أم فتحة بناء نحو قوله تعالى: ﴿إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ - هود - آية - ٣٢، وقوله تعالى: ﴿أَلا بُعْدًا لِثَمُودَ﴾ - هود - آية - ٦٨ فقد ورد فيه عن أهل الأداء من أئمة القراءة ثلاثة أوجه١: الأول: الإشباع بمقدار ست حركات كاللازم. الثاني: التوسط بمقدار أربع حركات. والثالث: القصر بمقدار حركتين كالمد الطبيعي وكلها مع السكون المحض الخالي من الروم والإشمام٢. وإن كان آخر الكلمة التي فيها المد العارض للسكون مجرورا سواء أكانت حركة الجر للإعراب نحو قوله تعالى: ﴿أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ﴾ - هود - آية - ٨١، وقوله تعالى: ﴿مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاءِ﴾ - هود - آية - ١٠٩ ففيه أربعة أوجه للقراء وهي: القصر والتوسط والإشباع وكله بالسكون المجرد ثم الوقف بالروم ولا يكون إلا مع القصر٣. فإن كان آخر الكلمة التي فيها المد العارض للسكون مرفوعا سواء
_________
١ هداية القاري ص: ٣٠٨.
٢ الروم: هو إضعافك الصوت بالحركة حتى يذهب معظم صوتها فيسمع لها صوت خفي يسمعه القريب المصغي دون البعيد لأنها غير تامة، والمراد بالبعيد الأعم من أن يكون حقيقة أو حكما فيشمل الأصم والقريب غير المصغي، والإشمام: أن تضم شفتيك بعيد الإسكان إشارة إلى الضم وتدع بينهما بعض الانفراج ليخرج منه النفس ولا بد من اتصال ضم الشفتين بالإسكان فلو تراخى فإسكان مجرد لا إشمام ولا يدرك لغير البعيد. وفائدة الروم والإشمام بيان الحركة الأصلية التي ثبتت في الوصل للحرف الموقوف عليه ليظهر للسامع أو الناظر كيف تلك الحركة ولذا يستحسن الوقف بهما إذا كان بحضرة القارئ من يسمع قراءته أما إذا قرأ في خلوة فلا داعي إلى الوقف بهما. شرح الشاطبية ص: ١٢١.
٣ تحبير التيسير في قراءات الأئمة العشرة. تح. عبد الفتاح القاضي. دار الرعي بحلب. ط١ سنة ١٣٩٢هـ. ص: ٦٠. وانظر هداية القاريء. ص: ٣٠٨ وما بعدها.
1 / 406
أكان للإعراب نحو قوله تعالى: ﴿وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾ - هود - آية - ٤٠، أم بناء نحو قوله تعالى: ﴿كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ﴾ - هود - آية - ٩٥، ففيه سبعة أوجه لجميع القراء وهي المدود الثلاثة التي هي القصر والتوسط والإشباع بالسكون المجرد الخالص من الروم والإشمام ثم يؤتى بهذه المدود الثلاثة مرة أخرى بالسكون مع الإشمام ثم الروم ولا يكون إلا مع القصر وذلك لأن الروم مثل الوصل وأصل المد العارض للسكون في حالة الوصل كان طبيعيا ومده حركتان١، ولهذا كان الوقف بالروم كالوصل أي على حركتين. أما إن كان آخر الكلمة التي فيها المد العارض للسكون همزة فيما يعرف بالمد المتصل الموقوف على همزة نحو قوله تعالى: ﴿بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ﴾ - هود - آية - ٦٤ وقوله تعالى: ﴿أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ﴾ - هود - آية – ٨٧ فلا يخلو هذا المد من أحد أمرين:
أولا: إما أن يكون مسبوقا بأحد المدين (المتصل أو المنفصل) أو بهما معا ويسمى هذا المد حينئذ بالمد المتصل الموقوف على همزة المجموع مع ما قبله.
ثانيا: أولا يكون مسبوقا بأحد هذين المدين ألبتة ويطلق عليه حينئذ بالمد المتصل الموقوف على همزة المنفرد، ولكل منهما - في قراءة حفص - أحكام أدائية خاصة به تجمل في الآتي٢:
أولا: المد المتصل الموقوف على همز أو المسبوق بأحد المدين أو بهما معا:
المد المتصل الموقوف على همزة المسبوق بأحد المدين - المتصل والمنفصل - أو بهما معا تختلف أوجهه في المد به عن ذلك المد المتصل الموقوف على همزة المنفرد هذا من ناحية وكذلك تبعا لنوع الحركة التي تقع عليه (فتحا أو كسرا أو ضما) من ناحية أخرى، فإن كان مفتوحا (سواء أكانت الفتحة للإعراب أم
_________
١ شرح المقدمة الجزرية. زكريا شيخ الإسلام الأنصاري. ص:٣٧.
٢ التحبير لابن الجزري. ص: ٦٢. وانظر هداية القاريء ص: ٣١٥ وما بعدها.
1 / 407
كانت للبناء) نحو قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ﴾ - هود - آية - ٢٠، ففيه لحفص أربعة أوجه١: مد المنفصل في الآية الأولى - مثلا - والمتصل في الثانية مقدار أربع حركات، وعليه يأتي في المتصل الموقوف على همزة فيهما أربع حركات أو ست بالسكون المجرد، مد المنفصل والمتصل في الآيتين بمقدار خمس حركات، وعليه يأتي في المتصل الموقوف على همزة خمس حركات أو ست بالسكون المجرد أيضا. وما ذكر هنا في المتصل الموقوف على همز هو مثال للمفتوح الذي فتحته فتحة بناء، ومثله بالضبط المتصل الموقوف على همز المنصوب الذي فتحته فتحة إعراب. أما إن كان آخر الكلمة التي فيها المد المتصل الموقوف على همزة مكسورا وكان هذا المد مسبوقا بالمد المنفصل نحو قوله تعالى: ﴿وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا﴾ - النساء - آية - ٤١، أو كان مسبوقا بالمد المتصل نحو قوله تعالى ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ﴾ - الأحزاب - آية - ٣٢، ففيه لحفص ستة أوجه: - مد المنفصل أو المتصل المذكور أولا - كما في الآيات القرآنية - أربع حركات وعليه يأتي في المد المتصل الموقوف على همزة أربع حركات أو ست بالسكون المجرد ثم الوقف بالروم مع المد بأربع حركات كذلك فهذه ثلاثة أوجه ثم مد المنفصل أو المتصل المتقدم - كما في الآيات القرآنية - مقدار خمس حركات أيضا وعليه يأتي في المتصل الموقوف على همزة خمس حركات أو ست بالسكون المجرد ثم الوقف بالروم مع المد بخمس حركات فيهما فهذه ثلاثة تضم للثلاثة الأولى فتصير ستة أوجه. أما إن كان آخر الكلمة التي فيها المد المتصل الموقوف على همز مرفوعا (سواء أكان الرفع للإعراب أم للبناء) وكان مسبوقا بالمد المنفصل أو المتصل
_________
١ شرح الشاطبية ص: ٤٨ وما بعدها.
1 / 408
نحو قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ﴾ - البقرة - آية - ١٣، وقوله تعالى: ﴿يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ﴾ - البقرة - آية - ٢٨٤ ففيه لحفص عشرة أوجه في كل من كلمة (السفهاء ويشاء) على النحو التالي:
أولا: مد الأول في أمثال الآيتين أربع حركات، وعليه يتأتى في المد المتصل الموقوف على همز نحو (السفهاء ويشاء) أربع حركات أو ست بالسكون المجرد فيهما ثم بالسكون أربع حركات أو ست مع الإشمام مرة أخرى ثم الوقف بالروم مع المد بأربع حركات فقط. فهذه - كما نرى - خمسة أوجه أتت على مد الأول أربعا.
ثانيا: مد الأول في أمثال الآيتين المذكورتين سابقا خمس حركات وبناء عليه يأتي في المد المتصل الموقوف على همز في نحو (السفهاء ويشاء) من الآيتين خمس حركات وست بالسكون المجرد فيهما ثم يؤتى بهما بالسكون مع الإشمام خمس حركات أو ست مرة ثانية ثم الوقف بالروم مع المد بخمس حركات فحسب، وهذه - كما نلاحظ - خمسة أوجه أيضا أتت على مد الأول خمسا تضم للخمسة الأوجه السابقة فتصير عشرة أوجه كلها صحيحة لا سقيم فيها ولا فيما سبق من أوجه١. فإن كان آخر الكلمة التي فيها المد العارض للسكون هاء تأنيث وهي التي في الوصل تاء وفي الوقف هاء نحو قوله تعالى: ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ﴾ - إبراهيم - آية - ٤٠، وقوله تعالى: ﴿إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً﴾ - آل عمران - آية - ٢٨، ففيه قولان:
القول الأول: وهو لكل القراء أن فيه ثلاثة أوجه: القصر وهو بمقدار
_________
١ هداية القارئ ص:٣٠٨.
نحو قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ﴾ - البقرة - آية - ١٣، وقوله تعالى: ﴿يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ﴾ - البقرة - آية - ٢٨٤ ففيه لحفص عشرة أوجه في كل من كلمة (السفهاء ويشاء) على النحو التالي: أولا: مد الأول في أمثال الآيتين أربع حركات، وعليه يتأتى في المد المتصل الموقوف على همز نحو (السفهاء ويشاء) أربع حركات أو ست بالسكون المجرد فيهما ثم بالسكون أربع حركات أو ست مع الإشمام مرة أخرى ثم الوقف بالروم مع المد بأربع حركات فقط. فهذه - كما نرى - خمسة أوجه أتت على مد الأول أربعا. ثانيا: مد الأول في أمثال الآيتين المذكورتين سابقا خمس حركات وبناء عليه يأتي في المد المتصل الموقوف على همز في نحو (السفهاء ويشاء) من الآيتين خمس حركات وست بالسكون المجرد فيهما ثم يؤتى بهما بالسكون مع الإشمام خمس حركات أو ست مرة ثانية ثم الوقف بالروم مع المد بخمس حركات فحسب، وهذه - كما نلاحظ - خمسة أوجه أيضا أتت على مد الأول خمسا تضم للخمسة الأوجه السابقة فتصير عشرة أوجه كلها صحيحة لا سقيم فيها ولا فيما سبق من أوجه١. فإن كان آخر الكلمة التي فيها المد العارض للسكون هاء تأنيث وهي التي في الوصل تاء وفي الوقف هاء نحو قوله تعالى: ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ﴾ - إبراهيم - آية - ٤٠، وقوله تعالى: ﴿إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً﴾ - آل عمران - آية - ٢٨، ففيه قولان: القول الأول: وهو لكل القراء أن فيه ثلاثة أوجه: القصر وهو بمقدار _________ ١ هداية القارئ ص:٣٠٨.
نحو قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ﴾ - البقرة - آية - ١٣، وقوله تعالى: ﴿يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ﴾ - البقرة - آية - ٢٨٤ ففيه لحفص عشرة أوجه في كل من كلمة (السفهاء ويشاء) على النحو التالي: أولا: مد الأول في أمثال الآيتين أربع حركات، وعليه يتأتى في المد المتصل الموقوف على همز نحو (السفهاء ويشاء) أربع حركات أو ست بالسكون المجرد فيهما ثم بالسكون أربع حركات أو ست مع الإشمام مرة أخرى ثم الوقف بالروم مع المد بأربع حركات فقط. فهذه - كما نرى - خمسة أوجه أتت على مد الأول أربعا. ثانيا: مد الأول في أمثال الآيتين المذكورتين سابقا خمس حركات وبناء عليه يأتي في المد المتصل الموقوف على همز في نحو (السفهاء ويشاء) من الآيتين خمس حركات وست بالسكون المجرد فيهما ثم يؤتى بهما بالسكون مع الإشمام خمس حركات أو ست مرة ثانية ثم الوقف بالروم مع المد بخمس حركات فحسب، وهذه - كما نلاحظ - خمسة أوجه أيضا أتت على مد الأول خمسا تضم للخمسة الأوجه السابقة فتصير عشرة أوجه كلها صحيحة لا سقيم فيها ولا فيما سبق من أوجه١. فإن كان آخر الكلمة التي فيها المد العارض للسكون هاء تأنيث وهي التي في الوصل تاء وفي الوقف هاء نحو قوله تعالى: ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ﴾ - إبراهيم - آية - ٤٠، وقوله تعالى: ﴿إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً﴾ - آل عمران - آية - ٢٨، ففيه قولان: القول الأول: وهو لكل القراء أن فيه ثلاثة أوجه: القصر وهو بمقدار _________ ١ هداية القارئ ص:٣٠٨.
1 / 409
حركتين، والتوسط: وهو بمقدار أربع حركات، والإشباع: وهو بمقدار ست حركات، ويستوي في ذلك ما كان منصوبا نحو قوله تعالى: ﴿وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ﴾ - البينة - آية - ٥، أو مجرورا نحو قوله تعالى: ﴿وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ﴾ - يوسف - آية - ٨٨، أو مرفوعا نحو قوله تعالى: ﴿مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ﴾ - آل عمران - آية - ٩٣ من غير إشمام ولا روم لأن هاء التأنيث ضمن المواضع التي لا يدخلها روم ولا إشمام١، والعلة في ذلك أن الهاء مبدلة من التاء التي كانت في الوصل والروم والإشمام لا يدخلان في حرف كانت الحركة في غيره ولم تكن فيه، ولم يأت هذا العارض مفتوحا ولا مكسورا ولا مضموما لأن هاء التأنيث معربة دائما وليست مبنية٢.
القول الثاني: وهو لبعضهم، أن فيه الإشباع فقط وجها واحدا كالمد اللازم وحجتهم في ذلك أن السكون لازم في الحرف الموقوف عليه لعدم تحرك الهاء في الوصل والوقف، أما عدم تحركها في الوصل فلعدم وجودها فيه، وأما عدم تحركها في الوقف فظاهر وحينئذ تندرج فيما سكونه لازم وتمد الألف قبلها مدا طويلا في الوقف ولا يجوز فيه - عندهم - القصر ولا التوسط٣. فإن كان المد الجائز العارض للسكون الذي وقع سكونه العارض في هاء الضمير نحو قوله تعالى: ﴿اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ - النحل - آية - ١٢١، وقوله تعالى: ﴿مَا فَعَلُوهُ﴾ - الأنعام - آية - ١١٢، وقوله تعالى: ﴿لا رَيْبَ فِيهِ﴾ - البقرة - آية - ٢، وقوله تعالى: ﴿وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْه﴾ - الأحقاف - آية - ١٧، فقد وقع
_________
١ شرح الشاطبية ص:١٢٢.
٢ نفسه ص: ١٢٢ وما بعدها.
٣ هداية القاريء ص: ٣٨ وما بعدها.
1 / 410
الإجماع فيه من جميع القراء على المد به قصرا وتوسطا وإشباعا. واختلفوا في جواز الروم والإشمام فيه على ثلاثة مذاهب:
الأول: منع الروم والإشمام فيها مطلقا قياسا على هاء التأنيث لما بينهما من التشابه في الوقف.
الثاني: جواز الروم والإشمام فيها مطلقا بشروطها المعروفة.
الثالث: التفصيل، وهو مذهب أكثر المحققين وأعدل المذاهب عند الحافظ ابن الجزري في النشر١، وحاصله منع الروم والإشمام فيها في أربع صور، وجوازهما فيما عداها وذلك على النحو التالي:
أولا: - صور المنع: وهي أربع:
الأولى: أن يقع قبل الهاء ياء ساكنة سواء كانت مدية نحو قوله تعالى: ﴿أَنْ أَرْضِعِيهِ﴾ - القصص - آية - ٧، أو لينة نحو قوله تعالى: ﴿لِوَالِدَيْه﴾ - الأحقاف - آية - ١٧.
الثانية: أن يقع قبلها واو ساكنة ويستوي في ذلك الواو المدية نحو قوله تعالى: ﴿أَوْ حَرِّقُوه﴾ - العنكبوت - آية - ٢٤، أو اللينة نحو قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ﴾ - الأحقاف - آية - ٢٤.
الثالثة: أن يقع قبلها كسرة نحو قوله تعالى: ﴿إِلَى أَهْلِه﴾ - الذاريات - آية - ٢٦. وقوله تعالى: ﴿حَقَّ قَدْرِهِ﴾ - الحج - آية - ٧٤.
الرابعة: أن يقع قبلها ضمة نحو قوله تعالى: ﴿قُلْتُهُ﴾ - المائدة - آية ١١٦. وقوله تعالى: ﴿فَمَا جَزَاؤُهُ﴾ - يوسف - آية - ٧٥، وفيما سوى هذه الصور الأربع يجوز الوقف بالروم والإشمام وذلك في:
_________
١ النشر ١/١٢٢.
الإجماع فيه من جميع القراء على المد به قصرا وتوسطا وإشباعا. واختلفوا في جواز الروم والإشمام فيه على ثلاثة مذاهب: الأول: منع الروم والإشمام فيها مطلقا قياسا على هاء التأنيث لما بينهما من التشابه في الوقف. الثاني: جواز الروم والإشمام فيها مطلقا بشروطها المعروفة. الثالث: التفصيل، وهو مذهب أكثر المحققين وأعدل المذاهب عند الحافظ ابن الجزري في النشر١، وحاصله منع الروم والإشمام فيها في أربع صور، وجوازهما فيما عداها وذلك على النحو التالي: أولا: - صور المنع: وهي أربع: الأولى: أن يقع قبل الهاء ياء ساكنة سواء كانت مدية نحو قوله تعالى: ﴿أَنْ أَرْضِعِيهِ﴾ - القصص - آية - ٧، أو لينة نحو قوله تعالى: ﴿لِوَالِدَيْه﴾ - الأحقاف - آية - ١٧. الثانية: أن يقع قبلها واو ساكنة ويستوي في ذلك الواو المدية نحو قوله تعالى: ﴿أَوْ حَرِّقُوه﴾ - العنكبوت - آية - ٢٤، أو اللينة نحو قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ﴾ - الأحقاف - آية - ٢٤. الثالثة: أن يقع قبلها كسرة نحو قوله تعالى: ﴿إِلَى أَهْلِه﴾ - الذاريات - آية - ٢٦. وقوله تعالى: ﴿حَقَّ قَدْرِهِ﴾ - الحج - آية - ٧٤. الرابعة: أن يقع قبلها ضمة نحو قوله تعالى: ﴿قُلْتُهُ﴾ - المائدة - آية ١١٦. وقوله تعالى: ﴿فَمَا جَزَاؤُهُ﴾ - يوسف - آية - ٧٥، وفيما سوى هذه الصور الأربع يجوز الوقف بالروم والإشمام وذلك في: _________ ١ النشر ١/١٢٢.
الإجماع فيه من جميع القراء على المد به قصرا وتوسطا وإشباعا. واختلفوا في جواز الروم والإشمام فيه على ثلاثة مذاهب: الأول: منع الروم والإشمام فيها مطلقا قياسا على هاء التأنيث لما بينهما من التشابه في الوقف. الثاني: جواز الروم والإشمام فيها مطلقا بشروطها المعروفة. الثالث: التفصيل، وهو مذهب أكثر المحققين وأعدل المذاهب عند الحافظ ابن الجزري في النشر١، وحاصله منع الروم والإشمام فيها في أربع صور، وجوازهما فيما عداها وذلك على النحو التالي: أولا: - صور المنع: وهي أربع: الأولى: أن يقع قبل الهاء ياء ساكنة سواء كانت مدية نحو قوله تعالى: ﴿أَنْ أَرْضِعِيهِ﴾ - القصص - آية - ٧، أو لينة نحو قوله تعالى: ﴿لِوَالِدَيْه﴾ - الأحقاف - آية - ١٧. الثانية: أن يقع قبلها واو ساكنة ويستوي في ذلك الواو المدية نحو قوله تعالى: ﴿أَوْ حَرِّقُوه﴾ - العنكبوت - آية - ٢٤، أو اللينة نحو قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ﴾ - الأحقاف - آية - ٢٤. الثالثة: أن يقع قبلها كسرة نحو قوله تعالى: ﴿إِلَى أَهْلِه﴾ - الذاريات - آية - ٢٦. وقوله تعالى: ﴿حَقَّ قَدْرِهِ﴾ - الحج - آية - ٧٤. الرابعة: أن يقع قبلها ضمة نحو قوله تعالى: ﴿قُلْتُهُ﴾ - المائدة - آية ١١٦. وقوله تعالى: ﴿فَمَا جَزَاؤُهُ﴾ - يوسف - آية - ٧٥، وفيما سوى هذه الصور الأربع يجوز الوقف بالروم والإشمام وذلك في: _________ ١ النشر ١/١٢٢.
1 / 411
الأولى: أن يقع قبلها فتحة نحو قوله تعالى: ﴿فَقَدْ عَلِمْتَه﴾ - المائدة - آية - ١١٦.
الثانية: أن يقع قبلها ساكن صحيح نحو قوله تعالى: ﴿فَلْيَصُمْهُ﴾ - البقرة - آية - ١٨٥ وقوله تعالى: ﴿اسْتَأْجِرْهُ﴾ -القصص - آية -٢٦.
الثالثة: أن يقع قبلها ألف المد نحو قوله تعالى: ﴿فَبَشَّرْنَاهُ﴾ - الصافات - ١٠١ وقوله تعالى: ﴿عَلَّمْنَاه﴾ - الأنبياء - آية - ٨٠١.
ثانيا: المد المتصل الموقوف على همز المنفرد:
ونعني به ذلك المد المتصل الموقوف على همزة الذي لم يسبق بمد متصل ولا بمنفصل في النص القرآني المقروء، وفيه لحفص عن عاصم عدة أوجه تجمل في الآتي:
١. فإن كان آخر الكلمة التي فيها المد المتصل الموقوف على همزة مفتوحا سواء أكانت الفتحة للإعراب كأن يكون منصوبا نحو قوله تعالى: ﴿نَسُوقُ الْمَاء﴾ - آلم - السجدة - آية ت ٢٧ أم للبناء نحو قوله تعالى: ﴿فَقَدْ بَاءَ﴾ - الأنفال - آية - ١٦ ففيه ثلاثة أوجه لحفص عن عاصم: وهي الوقف بمقدار أربع حركات أو خمس أو ست بالسكون المجرد فقط.
٢. وإن كان آخر الكلمة التي ورد المد المتصل الموقوف على همزة مكسورا سواء أكانت الكسرة لإعراب نحو قوله تعالى: ﴿عَلَى سَوَاءٍ﴾ - الأنبياء - آية - ١٠٩ وقوله تعالى: ﴿وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ﴾ - هود - آية - ٧ أم للبناء نحو قوله تعالى: ﴿لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاء﴾ - النساء - آية - ١٤٣ ففيه خمسة أوجه
_________
١ هداية القارئ ص ك ٣٠٨ وما بعدها. وانظر النشر ١/ ١٢٤، وشرح الشاطبية ص: ١٢٢ وما بعدها.
1 / 412
لحفص عن عاصم وهي: الوقف بأربع أو خمس أو ست بالسكون المجرد، ثم الروم مع المد بأربع حركات وخمس فقط ذلك لأن الروم كالوصل وحينئذ يمد المتصل في الوصل أربع حركات وخمس.
٣. أما إن كان آخر الكلمة التي ورد فيها المد المتصل الموقوف على همزة مضموما سواء أكان الضم حركة إعراب نحو قوله تعالى: ﴿وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاء﴾ - البقرة - آية - ٢٦١ وقوله تعالى: ﴿فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ﴾ - البقرة - آية - ٢٨٤، أم للبناء نحو قوله تعالى: ﴿وَيَا سَمَاءُ﴾ - هود - آية - ٤٤ ففيه لحفص عن عاصم ثمانية أوجه وهي: الوقف بأربع حركات أو خمس أو ست وكلها بالسكون المجرد، ثم يؤتى بهذه الأوجه الثلاثة مرة أخرى بالسكون مع الإشمام ثم الروم مع المد بأربع حركات وخمس فحسب فهذه هي الأوجه الثمانية١.
خطة البحث:
يحاول هذا البحث وما أشبهه من البحوث التطبيقية لأصوات اللغة العربية التي خصصت لدراسة طول الصوت اللغوي كما يقرره أصحاب المباني (الصرفيون) ويعترف به نظام اللغة مقارنا بذلك الزمن للصوت اللغوي الذي يستغرقه النطق به مقدرا بجزء من الثانية أن يقف - بطريق التطبيق - على المدة الزمنية التي يستغرقها النطق بصوت المد - عامة - فيما يعرف عند القراء بالمد العارض للسكون وذلك من خلال نص من القرآن الكريم (هو سورة هود - عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم) مقروءة برواية حفص عن عاصم على طريقة الترتيل بأصوات أربعة من القراء المجيدين المعاصرين هم على
_________
١ هداية القاريء ص: ٣٠٨ وما بعدها.
1 / 413
الترتيب (الشيخ محمود خليل الحصري - ت ١٩٨٠م، والشيخ محمد صديق المنشاوي - ت ١٩٦٩م والشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد - ت ١٩٨٨م، ﵏، والشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي - أمد الله في عمره - وكانت مادة النص مسجلة على شرائط من الكاسيت، وهي من تسجيلات (الدارين الإسلامية، والإصلاح الإسلامية)، ويعد تسجيل أصوات المقرئين الأربعة - بصفة عامة - تسجيلا نقيا خاليا من المؤثرات الصوتية الأخرى، وقد روعي في اختيار مادة النص (سورة هود ﵇ من القرآن الكريم عدة اعتبارات أهمها:
١. أن تكون ممثلة لمعظم صور المد العارض للسكون، ومتضمنة معظم قواعده، إذ تنوعت نهايات آي السورة المباركة بين الحروف الوقفية والاحتكاكية والمتوسطة،، واشتملت على أنواع المد العارض للسكون جميعها في حروف مد أو لين بما في ذلك المد المتصل الموقوف على همزة، وقد أتى فيها المد العارض للسكون منفردا في آيات كثيرة، كما جاء مسبوقا بمد متصل أو بآخر منفصل أو بهما معا في آيات أخرى.
٢. ظل أداء القراء الأربعة للآيات القرآنية - موضوع البحث - وما يزال يلتزم بطرق الأداء الصحيح لأصوات اللغة العربية التي نزل بها على رسول الله ﷺ كونه النص اللغوي الوحيد الذي نقل إلينا متواترا بالمشافهة على ألسنة القراء كل يأخذ قراءته عن شيوخه السابقين له إلى أن تنتهي بهم السلسلة إلى رسول الله ﷺ. وتهدف هذه الدراسة إلى الوقوف - بطريق التجريب - على ما يأتي:
أ. المتوسط العام للمدة الزمنية للمد بصوت المد وما في حكمه (حروف اللين)
1 / 414