وتحلى بالدين وسلك طريق أهل اليقين، وملك التوفيق من الله رب العالمين، فأصبحت وزارة والده بسيرته حالية عالية، وبقيمة فضله غالية، وبديمة إفضاله هامية.
وله نظم أرق من النسيم السحرين وأدق من المعنى السحري، وأعطر من العنبر الشحري، وله عندي فوائد، ولي فيه مديح وقصائد.
ومن شعره السائر، في البادي والحاضر، ويغنى به:
قف باللّوى إن تناءت الدارُ ... فعند تلك الأوطان أوطارُ
وشِمْ لها بارِقَ السحاب فإنْ ... ضَنَّ فماءُ الجفون مدرار
أحبابنا أزمعوا الرّحيل وما ... أظنّ أنّي أعيش إنْ ساروا
راحوا بقلبي وخَلَّفوا جسدًا ... جارَ عليه السَّقام مذ جاروا
أحِبّ نجدًا إن انجدوا وإذا ... غاروا فعندي للغور إيثار
لا عُذْر لي في الحياة بعدهُمُ ... النْار في حبّهمْ ولا العار
وبيني وبين هذا الوزير عضد الدين خلوص وداد، وخصوص اتحاد. ولما