أيُّ قلوبٍ لم تُقطّع أسفًا ... لبعدكم وأَي دمعٍ لم يُرَقْ
ما لي وللدّهر أَعنْ رَويّةٍ ... يجحدني فضْليَ أم ذاك خُلُقْ
يا للزّمان كيف ضاع نَقْدُه ... لأهله من جاهلٍ أو مُستَحق
وكيف أمستْ فُرُطات صَرْفِهِ ... إلى أولي الفضل دِراكًا تستبق
عارٌ عليك يا زمانُ ما أرى ... ذا العلم عارٍ والجهول مُنتَطِق
ما شرُفتْ نفس امرئٍ بأدبٍ ... إلا وعُدّ فيك من إحدى السُّوَق
ويحَ الرّجال رفِعت آدابهم ... فالفضل فرعٌ عندهم على الحمُق
واستحوذَ الجهلُ على قلوبهمْ ... حتّى لقد صار البغيض من نطَق
وعاد مَن كان يُعدّ عالمًا ... يبيع في سوق الكساد ما نَفَق
صبرًا على عتب اللّيالي إنّها ... ما أصْحبت مَجبولةٌ على الخرَق
الأكرم أبو العباس السديد بن عبد الواحد بن محمد
ابن هبيرة
حكي: أن شرف الدين أبا البدر ابن الوزير عون الدين نظر إلى القمر في بعض