ما ظن ولا حسب، وأخذت منه خمس مئة دينار مصادرة، وكانت قصصه عن غصصه إلى العرض الأشرف واردة صادرة، حتى يئس وانحدر، وأقام بواسط يذم القاسط.
وبدأني بالمكاتبة نظمًا ونثرًا وعمل فيِّ شعرًا، يبغي التعارف بيننا، فأجبت عن شعره بمثله، ثم حضر فحاورته، فكان غصن حواره حلو الجنى.
ومما أنشاه وحبره ووشاه، كلماتٌ منثورة، عكسها منظوم، وهي: (الأيام تنزع، ما فيها المرء يجمع. آثامٌ مجموعها، دارٌ الضر منفوعها. أصنامٌ أربابها، حتى عز ثوابها. إجرامٌ مكسوبها، لكن عم مسلوبها. إظلامٌ صباحها، دنيا قل فلاحها، أغتامٌ قوامها، لما نيل حطامها) .
ومقلوبها نظمًا:
حُطامُها نِيلَ لَمّا ... قُوَامُها أَغتامُ
فلاحُها قَلَّ دنيا ... صَباحُها إِظلامُ
مسلوبُها عَمَّ لكنْ ... مكسوبُها إِجرامُ
ثوابُها عزًّ حتَى ... أَربابُها أَصنامُ
منفوعُها الضُّرُّ دارٌ ... مجموعُها آثامُ
يجمِّعُ المرءُ فيها ... ما تَنزِعُ الأَيّامُ
فعملت ارتجالًا في فنها، وما يكاد ينظم إلا تكلفًا، ويجد الخاطر فيه تعسفًا، وهي أيضًا تقرأ مقلوبًا: